تعرضت الآثار المصرية على مدار تاريخها للنهب والتخريب في كل عصورها، بل وتعرضت للسرقة والتشويه منذ العصر الفرعوني نفسه، وفى العصر الحديث ومع بداية عصر الاكتشافات الأثرية الضخمة كان لكثير من رواد علم المصريات الفضل في العثور على كنوز الفراعنة في باطن الأرض، كان لهم دورا كبيرا في الشغف بالحضارة المصرية الآن، لكن بعض هؤلاء سعوا إلى الثراء والشهرة على حساب الآثار المصرية وكان لهم يد في سرقة الكثير من آثار مصر القديمة أيضا.
وفى كتابه الجديد "رواد علم المصريات ولصوص الآثار المصرية" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب يرصد دكتور محمد أبو الفتوح غنيم، يرصد بعض جرائم مكتشفي الآثار المصرية في سرقتها، ونقل كنوز الفراعنة بحيل خادعة إلى بلاده.
وتناول الكتاب كل شخصية من تلك الشخصيات مع إلقاء الضوء على النشأة والمؤهلات العلمية والتعليمية والأقدار أو الظروف التي قادت كل شخصية إلى العمل في حقل الآثار المصرية اوغ القدوم إلى مصر، ومن هؤلاء فرانسوا شامبليون، برناردينو دروفيتي، هنري سولت، جاستون ماسبيرو، وغيرهم.
يهدف هذا الكتاب إلى تعريف القارئ واستجلاء الصورة له عمن كان لهم الفضل على الآثار المصرية في مجال الدراسات الأثرية المختلفة من لغة وعمارة وفنون وحياة وتحضر، وفي مجال التنقيب والكشف الأثري من أجانب ومصريين.
وتحدث الباحث في الكتاب عن الفرنسي أوجيست لمارييت، الذي اكتشف معبد الدير البحري، وحُلى الملكة إياح حتب، وبعض الآثار في معبدي مدينة هابو والكرنك، موضحا أنه كان يتم اقتسام الآثار المصرية التي يتم العثور عليها خلال القرن التاسع عشر، وهو عرف سائد خلال تلك الفترة، وكان أوجيست الذى يتم تبجيله حاليا كصاحب أول فكرة لإنشاء المتحف المصري، كان نصيبه من السرقات أربعين صندوقا وكانت تشمل حوالى 2500 قطعة فنية أثرية، وكان يغافل مفتشى الآثار أو يقوم برشوتهم ونجح في إرسال آثار أخرى كثيرة إلى متحف اللوفر، اشتملت على ذهب ومجوهرات وصناديق مليئة بآثار لا تقدر بثمن.
ووصف المؤلف عالم الآثار الألماني لودفيج بورشارت، مكتشف تمثال نفرتيتى بالمخادع، مشيرا إلى أنه قد أغراه تمثال الملكة الفرعونية العظيمة على الاحتفاظ به وتهريبه إلى ألمانيا، واصفا طريقة خروجه بالمغلفة بالخداع حيث لم يتم تسجيل التمثال في سجلات الحفائر وفى تقريره الذى رفعه إلى ماسبيرو رئيس مصلحة الآثار المصرية وقتها أن ما تم العثور عليه مجرد قطع مكسورة لا تستحق التقسيم، ورأى ماسبيرو أن الأمر لا يستحق انتقاله شخصيا للتحقق من ذلك فأوفد عالم الآثار الفرنسي جوستاف لوفبفري الى لم يهتم بفحص الآثار، ولم يجد في القوائم التي تم إعدادها مسبقا من قبل بورشارت ما يستحق المراجعة ووافق على تصديرها لألمانيا، وتم إخفاء معالم التمثال بالطين ورشوة موظفي الآثار، وهكذا اختفى التمثال وتم تهريبه إلى برلين.