في عرض نادر مخصص للحاكم المصري الفرعونى القديم رمسيس الكبير في متحف دي يونج في سان فرانسيسكو تحت عنوان "رمسيس الكبير وذهب الفراعنة"، سيطلع الجمهور على مجموعة متألقة من أكثر من 180 قطعة أثرية تساعد في سرد قصة رمسيس الثاني وحكمه الملحمي الذي دام 67 عامًا.
وتساعد تقنية التصوير الفوتوغرافي باستخدام الطائرات بدون طيار وإنتاج الوسائط المتعددة على إعادة إنشاء مشاهد مهمة من حياة رمسيس، بما في ذلك معركة قادش، التي يُعتقد أنها أكبر معركة عربات على الإطلاق.
يدعى بعض المؤرخين أن المعركة حدثت فى عام 1288 قبل الميلاد، بينما يقترح آخرون أنه حدث فى عام 1274 قبل الميلاد، ويعتبر رمسيس الثانى واحدًا من أعظم الفراعنة فى التاريخ المصرى، وفى هذه المعركة حارب الملك مواتالى الثانى فى "قادش" التى تقع بالقرب من الحدود السورية اللبنانية الحديثة، ووفقا للمؤرخين، إنها أقدم معركة مسجلة فى التاريخ من حيث معرفة التكتيكات والتشكيلات المستخدمة.
فى نهاية القرن الرابع عشر قبل الميلاد، خسرت مصر أراضيها فى سوريا، وتمكن رمسيس الأول وسيتي الأول من استعادة الأراضى فى كنعان وسوريا، يبدو كما لو أن الحثيين استعادوا السيطرة فى الوقت الذى أصبح فيه رمسيس الثاني فرعون.
اعتقد رمسيس أنه يمكن أن يأخذ قادش بسرعة دون معارضة حتى مسيرة نحو المدينة، أصبحت فرقه الأربعة مشتتة عندما اقتربوا من قادش، واستولى الحثيون على المبادرة بسرعة وشنوا هجوم عربة كبيرة ودمروا أحد الانقسامات المصرية، ثم قام الحيثيون بخطأ فادح وبدلاً من مواصلة الهجوم بدأوا في نهب جثث أعدائهم القتلى، وأعطى هذا رمسيس وقتًا حاسمًا لإعادة التجميع واجتمع الشعبان المتبقيان وشن هجومًا حاسمًا دمر كل مركبات الحثيين باستثناء عدد قليل، واستمرت المعركة في اليوم التالي وتعرض كلا الجانبين لخسائر فادحة.
وأعلن رمسيس فوزاً عظيماً عند عودته إلى مصر، ويقترح المؤرخون الآن أن معركة قادش ربما كانت تعادلاً، ومع ذلك، يمكن تصنيفها على أنها "انتصار" للمصريين بمعنى أنهم أوقفوا التوغلات الحثية فى ارض مصر، وفى نهاية المطاف وقع رمسيس الثانى معاهدة سلام مع الحيثيين بعد حوالى 17 عامًا من معركة قادش.
وبحسب كتاب "الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون" للدكتور حسين عبد البصير، سجل الملك رمسيس الثانى العظيم مناظر الاحتفال بنصره فى معركة قادش على الحيثيين فى مناظر ونصوص عديدة فى آثارها التى تملأ البلاد فى طولها وعرضها، وعندما كان رمسيس أميرًا صغيرًا تأثر كثيرًا بالتقاليد العسكرية التى أرساها جده الملك رمسيس الأول الذى أُطلق اسمه عليه تيمنًا به، وشارك رمسيس فى سن صغيرة مع أبيه الملك المحارب العظيم سيتى الأول حملاته العسكرية ضد الحيثيين، وتم أيضًا تصوير الأمير رمسيس مع أبيه سيتى الأول فى حملاته ضد الليبيين على جدران الكرنك.
وحارب الملك رمسيس الثانى بضراوة مما اضطر الملك الحيثى للتراجع فى المساء، وفى اليوم التالى، تجمع الجيش المصرى وحارب بشدة، وهنا عرض الملك الحيثى السلام على الملك رمسيس الثانى، فعاد الجيش المصرى بسلام إلى أرض الوطن، ثم تم عقد معاهدة السلام بين المصريين والحيثيين، وتم تتويج تلك المعاهدة بزواج رمسيس الثانى من الأميرة الحيثية ابنة الملك الحيثى خاتوشيلى الثالث، ثم تزوجت الملك رمسيس الثانى من أختها بعد ذلك بحوالى سبع سنوات.