لا يزال خيال مصر وملوكها وكنوزها المخفية وألغازها التي لم تُحل بل ومازالت تبهرنا، بعد أكثر من 2000 عام من نهاية الحضارة المصرية القديمة، ولكن ما مقدار هذا التاريخ المذهل؟ إنه ما يستكشفه معرض رؤى مصر القديمة الذى افتتح في مطلع سبتمبر الجارى في مركز سينسبري في نورويتش بإنجلترا، ويعالج هذا السؤال عشية الذكرى السنوية لفك رموز الكتابة الهيروغليفية المصرية واكتشاف مقبرة توت عنخ آمون الوفيرة نوفمبر 1922
يقول ثيو فايس، أمين مساعد متحف جامعة إيست أنجليا: "نحن نفكك ما نعتقد أننا نعرفه عن مصر ونحاول أن نفهم كيف ظهرت الأفكار عن الحضارة المصرية في المقام الأول."
يقول فايس إن العقلية الاستعمارية الغربية وراء انطباعاتنا الحديثة والشائعة عن الثقافة المصرية القديمة كما يقول: "تاريخيًا ، غالبًا ما تُستخدم مصطلحات مصر القديمة ومصر الفرعونية في الغرب لأغراض سياسية مدروسة للغاية، لقد حاولت القوى الغربية منذ زمن إنشاء رؤية لمصر تُستخدم لتعزيز أجنداتها السياسية الخاصة، هذا صحيح بالنسبة للحروب النابليونية أو أغسطس والرومان ، أو الإمبراطورية البريطانية - وحتى يومنا هذا ".
لذلك يمكن اعتبار العرض على أنه بادرة استعمارية بل إنه وفقا لموقع أرت نيوز مدرج في وثيقة "نشاط إنهاء الاستعمار" الصادرة عن مركز سينسبري لعام 2021 حيث تم وصفه بأنه "استكشاف التأثير الدائم لمصر القديمة، من خلال عدسة إنهاء الاستعمار والتاريخ البديل، وتحدد الوثيقة الطرق التي يعمل بها المتحف من أجل "إنهاء الاستعمار في مساحة المعرض" مثل "الكشف عن التاريخ الاستعماري ومصدر الأشياء مع التركيز على الشفافية" والمشاركة مع جماهير أكثر شمولاً.
ويتخذ معرض رؤى مصر القديمة نهجًا زمنيًا واسعًا لعرض أكثر من 200 عمل معروض حيث سيتم عرض غالبية مجموعة صغيرة من العناصر المصرية القديمة في مركز سنسبرى، بما في ذلك "الشوابتي" وهى التماثيل المستخدمة في الممارسات الجنائزية المصرية القديمة، لكن معظم العناصر معارة من جميع أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط.
ويشمل المعرض كذلك أيضًا أعمال الفنانين المصريين المعاصرين والمعاصرين من بينهم أول إريزكو وشانت أفيديسيان ومها مأمون وسارة سلام، ويستكشف عمل سارة سلام "الهرم الرابع ملك لها" أهرامات الجيزة كموقع سياحي مزدحم يضم أضرحة كانت تعتبر مقدسة في السابق.