تأثر الشاعر الإيطالي دانتى أليجيرى بالمصادر العربية الإسلامية عند كتابة ملحمته التاريخية الكوميديا الإلهية التى تعد واحدة من مصادر الفكر والأدب الأوروبى منذ العصور الوسطى وحتى وقتنا هذا، لكن كيف وصلت إليه تلك المصادر العربية الإسلامية؟
الغالب على الظن أنها وصلت إليه عبر كتب الأندلس حيث يقول عبد الرحمن بدوى فى كتاب دور العرب فى تكوين الفكر الأوروبى: "إذا أردنا تلخيص الموقف قلت إن مسألة المصادر الإسلامية للكوميديا الإلهية تتعلق خصوصا بكتاب المعراج وبالمجموعة الطليطلية، وبسائر الأخبار الأوروبية عن الأخرويات الإسلامية، أي أن المسألة تتعلق بكتب عربية غيرعلمية دخلت في الثروة الثّقافيّة لأوروبا في القرنين الثاني عشر والثالث عشر عن طريق إسبانيا"
وقد رأى جلال مظهر فى كتابه "مآثر العرب على الحضارة الأوروبية" ومحمد غنيمى هلال فى كتابه "الأدب المقارن" نفس ما رآه المستشرق الأسبانى بلاثيوس من تأثر دانتى بالمصادر العربية الإسلامية، وفى ذلك يقول محمد غنيمى هلال: "تأثر دانتى فى الكوميديا الإلهية بمصادر عربية"
أما لويس عوض فهو يطرح فى كتابه "على هامش الغفران" السؤال التالى: "هل اعتمد دانتى فى الكوميديا الإلهية على ما تعلمه من قصة المعراج وحدها، أو أنه كان على علم أيضا برسالة الغفران" وهو مقتنع تماما بأن دانتى قد تأثّر بقصة المعراج أولا، ثم يرجح أن رسالة الغفران للمعرى كانت فى متناول يدى دانتي، وقد قرأها عن ترجمة لاتينية ، ويعزو ترجيحه هذا إلى "أن أوجه الشبه بينها وبين الكوميديا الإلهية أوضح ما يمكن أن يُنسب إلى محض الصدفة أو توارد الخواطر بين الشعراء".