لا تزال مكتبة دير سانت كاترين تمد العالم بالعديد من الاكتشافات فالمخطوطات التى توجد بالمكتبة والتى خضعت مؤخرا للمعالجة الرقمية تبوح بأسرار تعود إلى العصور القديمة فقد ظهر دليل جديد على مدى مصداقية فهرس النجوم المفقود لعالم الفلك اليوناني القديم هيبارخوس بفضل التصوير متعدد الأطياف لمخطوطة طِرس وما تلاها من فك لرموز مخطوطة دير سانت كاترين التى يبلغ عمرها مئات السنين ويسمح بإحراز تقدم كبير في إعادة بناء فهرس هيبارخوس للنجوم وفقا لدراسة بريطانية قادها خبير علوم الفلك البريطانى بيتر ويليامز.
وتؤكد المخطوطة التى كانت موجودة في دير سانت كاترين أن فهرس النجوم قد تم وضعه في الأصل على أساس إحداثيات استوائية، وأن فهرس النجوم لبطليموس لم يكن يعتمد فقط على بيانات من فهرس هيبارخوس، وأخيرًا يتوافق الدليل العددي المتاح في المخطوطة مع الدقة الحقيقية بفارق درجة واحدة عن الإحداثيات النجمية الحقيقية ، مما يجعل فهرس هيبارخوس أكثر دقة بكثير من فهرس خليفته كلوديوس بطليموس.
واشتهر فهرس النجوم المفقود لهيبارخوس في تاريخ العلم باعتباره أقدم محاولة معروفة لتسجيل الإحداثيات الدقيقة للعديد من الأجرام السماوية التي يمكن ملاحظتها بالعين المجردة والأدلة على محتوى هيبارخوس نادرة.
أما الكشف الجديد فقد أسس له التصوير متعدد الأطياف للمخطوط اليوناني القديم المعروف باسم Codex Climaci Rescriptus والموجود في دير سانت كاترين حيث لاحظ خبير الخطوطات بيتر ويليامز لأول مرة وجود قياسات فلكية عن عام 2021، وبالفعل ، فإن بعض الأوراق في هذه المخطوطة يمكن تأريخها بأنها تعود إلى القرن الخامس أو السادس الميلادي.
ووفقا للدراسة المنشورة في sage journal يوضح القسم الأول امتداد الكواكب معبرًا عن كل منهما كقيمة بالدرجات والإحداثيات أما القسم الثاني فيسمي النجوم ويكرر إحداثياتها القصوى، وبالتالي يبدو من المرجح أن البيانات الرقمية في القسم الأول مشتقة في الأصل من الإحداثيات في القسم الثاني.