لا شك أن معدل التغير منذ منتصف القرن العشرين في المناخ غير مسبوق على مدى آلاف السنين لعدة أسباب أهمها تزايد معدلات حرق الوقود وقطع الأشجار والتلوث البيئى.
في الثمانمائة ألف عام الماضية كانت هناك ثماني دورات من العصور الجليدية وفترات أكثر دفئًا، مع نهاية العصر الجليدي الأخير منذ حوالي 11700 عام، وهو ما يمثل بداية عصر المناخ الحديث وتُعزى معظم هذه التغيرات المناخية إلى اختلافات صغيرة جدًا في مدار الأرض والتي تغير كمية الطاقة الشمسية التي يتلقاها كوكبنا.
ووفقا لوكالة ناسا يختلف اتجاه الاحترار الحالي لأنه من الواضح أنه نتيجة للأنشطة البشرية منذ منتصف القرن التاسع عشر وهو يسير بمعدل لم نشهده على مدى آلاف السنين الأخيرة ولا يمكن إنكار أن الأنشطة البشرية قد أنتجت غازات الغلاف الجوي التي احتجزت المزيد من طاقة الشمس في نظام الأرض وقد أدت هذه الطاقة الإضافية إلى تدفئة الغلاف الجوي والمحيطات والأرض، وحدثت تغيرات واسعة النطاق وسريعة في الغلاف الجوي والمحيطات والغلاف الجليدي والمحيط الحيوي.
وقد ساعدت الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض والتقنيات الجديدة العلماء على رؤية الصورة الكبيرة وجمعوا أنواعًا مختلفة من المعلومات حول كوكبنا ومناخه في جميع أنحاء العالم هذه البيانات، التي تم جمعها على مدى سنوات عديدة، تكشف عن علامات وأنماط المناخ المتغير.
أظهر العلماء طبيعة الاحتباس الحراري لثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى في منتصف القرن التاسع عشر كما أن الأدوات العلمية التي استخدمتها ناسا لدراسة مناخنا ركزت على كيفية تأثير هذه الغازات على حركة الأشعة تحت الحمراء عبر الغلاف الجوي، من التأثيرات المقاسة للزيادات في هذه الغازات وقد تبين أنه ليس هناك شك في أن زيادة مستويات غازات الاحتباس الحراري تدفئ الأرض استجابة لذلك.
وتُظهر عينات اللب الجليدية المأخوذة من جرينلاند والقارة القطبية الجنوبية والأنهار الجليدية الجبلية الاستوائية أن مناخ الأرض يستجيب للتغيرات في مستويات غازات الاحتباس الحراري. يمكن أيضًا العثور على أدلة قديمة في حلقات الأشجار ورواسب المحيطات والشعاب المرجانية وطبقات الصخور الرسوبية تكشف هذه الأدلة القديمة، أو المناخ القديم، أن الاحترار الحالي يحدث بنحو 10 مرات أسرع من متوسط معدل الاحترار بعد العصر الجليدي كما يتزايد ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الأنشطة البشرية بمعدل أسرع بنحو 250 مرة مما كان عليه من المصادر الطبيعية بعد العصر الجليدي الأخير.