يبدأ المتحف المصرى بالتحرير صباح غد الخميس 14 يوليو ولأول مرة فى عرض أجزاء من برديات الملك خوفو من ميناء وادى الجرف، أحد أهم وأقدم الموانئ المصرية القديمة، الذى يبعد حوالى 24 كم جنوب الزعفرانة و 119 كم من مدينة السويس وكان يؤدى إلى مناجم الفيروز.
وأوضح الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، أن هذه البرديات تعد الأقدم فى تاريخ الكتابة المصرية المكتشفة حتى الآن، حيث أنها أقدم من برديات الجبلين التى تعود إلى نهاية الأسرة الرابعة وبرديات أبو صير التى تعود لنهاية الأسرة الخامسة.
ومن جانبه أشار الدكتور حسين عبد البصير المشرف العام على إدارة النشر العلمى بوزارة الآثار، أن من أهم هذه البرديات، بردية تخص أحد كبار الموظفين ويدعى "مرر" تحكى يوميات فريق العمل الذى كان يقوم بنقل كتل الحجر الجيرى من محاجر طرة على الضفة الشرقية للنيل إلى هرم خوفو عبر نهر النيل وقنواته.
وأضافت صباح عبد الرازق وكيل المتحف المصرى للشئون الأثرية، أن أغلب البرديات المكتشفة توضح توزيع الحصص اليومية للأطعمة التى كانت تستجلب من مناطق عديدة فى دلتا نهر النيل، لافتة إلى أنه يأتى من بين أهم هذه البرديات واحدة يظهر فيها بوضوح وبخط هيروغليفى مختصر تعداد الماشية رقم 13 فى عهد الملك خوفو والذى كان يتم مرة كل عامين، بما يعنى أن حكم هذا الملك امتد لنحو 26 عام وهو أمر لم يكن معروفاً من قبل.
تم اكتشاف هذه البرديات فى عام 2013 بواسطة البعثة المصرية الفرنسية العاملة بالمنطقة برئاسة د.بيير تاليه والمصرى د.سيد محفوظ، والتى توضح طبيعة العمل بموقع ميناء وادى الجرف واستخداماته فى عصر الملك خوفو وحالة العاملين به، كما تشير إلى أن العمال الذين كانوا يعملون بالمنطقة هم من شاركوا فى بناء الهرم الأكبر، ما يؤكد القدرة العالية للجهاز الإدارى فى عهد الملك خوفو.
هذا وسوف يشهد المتحف المصرى خلال هذا اليوم افتتاح المعرض الأول للمستنسخات الأثرية يضم مجموعة من النماذج من إنتاج وحدة النماذج الأثرية ومركز إحياء الفن التابعين لوزارة الآثار، كما سيضم أيضاً مجموعة من الكتب العلمية الأثرية التى قامت الوزارة بإصدارها.
وصرح عمر الطيبى المدير التنفيذى لوحدة إنتاج النماذج الأثرية، أن المعرض سيشارك فيه مجموعة من الحرفيين والفنيين العاملين بالوزارة والذين سوف يقوموا بتصنيع الأعمال الفخارية والنحاسية على الطبيعة أمام زوار المعرض.
وبهذه المناسبة ستمنح وزارة الآثار تخفيضا بنسبة 20% على المستنسخات الأثرية و 75% على الكتب التى تم إصدارها قبل 2011 و 20% على الكتب التى تم إصدارها بعد 2011، فى محاولة منها لتشجيع مختلف طوائف الشعب على زيارة المعرض.