التاريخ المصرى القديم ملىء بالحكايات والأسرار التي لا تكشفها إلا القطع الأثرية القديمة والتي يتم العثور عليها ما بين الحين والآخر، لأنه من الصعب أن يرصد أحد تلك التفاصيل التي تمتد على مدار قرون طويلة سجلت بعضها على جدران المعابد في زمن الكتابة المصرية القديمة وأخرى لم تسجل بعد، ولكن تكشفها كنوز أثرية تخرج من باطن الأرض.
وبسبب ذلك نستعرض تاريخ الحضارة القديمة من خلال سلسلة متتالية لاستعراض ذلك التاريخ القديم، عبر موسوعة "مصر القديمة" لسليم حسن، وتحت عنوان "االدول القديمة.. الأسرتان الأوليان"، يقول المؤرخ سليم حسن يعد المؤرخون «مينا» أول ملك أسس الوحدة المصرية، وقد كانت له مهابة في قلوب الفراعنة الذين خلفوه، حتى إنهم ألَّهوه بعد موته، وبقيت عبادته زمنًا طويلا، حتى إننا بعد مضي عشرين قرنًا على وفاته وجدنا تمثاله يحمل في مقدمة كل تماثيل الملوك الآخرين في احتفال ديني في عهد رمسيس الثالث في معبده المعروف بمدينة هابو في الجهة الغربية من طيبة، والظاهر أن الملوك الذين حكموا في خلال الأسرة الأولى يبلغ عددهم سبعة.
وأوضح الدكتور سليم حسن أن الملك مينا والذى يسمى أيضا «نعرمر» وكذلك «عجا»، أهمهم، ثم يأتي من بعده الملك «زر» و«زت» فالملك «دن حسبتى»، «ودمو» ثم «عزايب» و«سمرخت سمنبتاح» (سمبس) والملك «قع»، وسنذكر ما نعرفه عن هؤلاء الملوك بقدر ما تسمح به معلوماتنا الضئيلة عن هذا العصر.
وأول ملك له أهمية عثر عليه بعد الفرعون مينا هو «زر» ويقرأ اسمه «خنت» أيضا، وقد عثر على قبره في «العرابة» المدفونة بالقرب من باقي مقابر ملوك الأسرة الأولى، وقد ظن الأثري «أملينو» في بادئ الأمر أنه قبر الإله «أوزير»، ولكن هذا الخطأ قد استدرك عندما وجدت آثار عدة باسم الفرعون «زر»، ونرى منها أن الفن قد تقدم في هذا العهد، ً وقد وصل إلينا عن طريق الرواية أن هذا الفرعون كتب سفرا في علم التشريح وأنه هو المؤسس لمدينة «منف»، ولكن هذا الزعم الأخري مشكوك فيه، إذ من المحتمل جدا أن منف لم تكن موجودة في عهده.