"إن الذى ملأ اللغاتِ محاسنًا.. جعل الجمال وسره فى الضاد" بهذا البيت عنونت الأمم المتحدة احتفاليتها هذا العام باليوم العالمى للغة العربية حيث جاء عبر موقعها أن اللغة العربية تعد ركنًا من أركان التنوع الثقافى للبشرية وهى إحدى اللغات الأكثر انتشارًا واستخدامًا فى العالم، إذ يتكلمها يوميًا ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان المعمورة".
ويتوزع متحدثو العربية بين المنطقة العربية وعديد المناطق الأخرى المجاورة مثل تركيا وتشاد ومالى السنغال وإرتيريا، كما أن للعربية أهمية قصوى لدى المسلمين، فهى لغة مقدسة (لغة القرآن)، ولا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) فى الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها. كما أن العربية هى كذلك لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية فى المنطقة العربية حيث كتب بها كثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية فى العصور الوسطى.
وتتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات، كما أنها أبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب فى ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء. وسادت العربية لقرون طويلة من تاريخها بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب، فأثرت تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر فى كثير من اللغات الأخرى فى العالم الإسلامي، مثل: التركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية.
وفضلاً عن ذلك، مثلت حافزًا إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا فى عصر النهضة، كما أتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.
وكانت الأمم المتحدة فى إطار دعم وتعزيز تعدد اللغات وتعدد الثقافات فى الأمم المتحدة، اعتمدت قرارا عشية الاحتفال باليوم الدولى للغة الأم بالاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة. وبناء عليه، تقرر الاحتفال باللغة العربية فى 18 ديسمبر كونه اليوم الذى صدر فيه قرار الجمعية العامة 3190(د-28) المؤرخ فى 18 ديسمبر 1973 المعنى بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل فى الأمم المتحدة.
والغرض من هذا اليوم هو إذكاء الوعى بتاريخ اللغة وثقافتها وتطورها من خلال إعداد برنامج أنشطة وفعاليات خاصة.