"الفن خيال ورؤية أوسع وأشمل من لقطة تصور اللحظة، وعلى الفن أن يقوم بالاثنين، يسجل الواقع ويرسم المستقبل بخيره وشره واحتمالاته"، هكذا قال الدكتور حسام بدراوي في مقدمة كتابه "دعوة للتفكير" الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، حيث يرى أن الفن ليس آلة تصوير، لكنه عليه أن يرى الحياة كلها بظلالها المختلفة، وخلال سلسلة قرأت لك نقدم قراءة فى الكتاب.
لكن في الحقيقة لم يكن الكتاب سالف الذكر حديثه الفن، لكنه كان أحد العناصر التي اتكأ عليها المؤلف في حديثه التنوير والتنوريون في مجتمعنا.. والكتاب عبارة عن عدد من المقالات، عن التنوير، وفيها يتناول "بدراوي" تاريخ التنوير، ويناقش إمكانية خلق تيار للتنوير في مجتمعنا، لا يُعادي التراث وقيم الماضي، بل ينهل منها ويبنى عليها ويجددها بما يناسب روح العصر الحالي، كذلك يضم الكتاب مقالات عن قرار السعادة وثقافة التفاؤل و والوعي والتصوف، وتربط بين الإنسان والمدينة.
في "دعوة للتفكير" يرى حسام بداوى، أن الوطن العربية يوجد فيه تنويريين، وهنا أشار إلى القوى الناعمة من المثقفين والفنانين، فيقول أنه على الرغم من وجود هؤلاء لكنه لا يوجد تيار تنويرى، وذلك كون تلك المجموعة لا تستند إلى حركة ثقافة وفنية وفكرية واحدة، تدافع عن العقلانية والمنطق وتنادى بإحكام العقل كوسيلة لتأسيس نظام للأخلاق والمعرفة.
ويذهب الدكتور حسام بدراوي، إلى أن ما يعوق وجود تيار تنويري في العصر الحديث، هو الطبيعة البشرية التي تهوى الاستقرار على الشىء وبقاء الأمر كما هو عليه، وهنا ألمح بدراوى في حديثه إلى الجماعات الإسلامية، مشيرا إلى أن الدين الإسلامي لا يحارب العقل، إلا أن بعض رجال الدين لايزالون يتمسكون بالماضي وأحكامه التي لا تتناسب مع العصر، ويفرضون معالجات قديمة لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، على الرغم من ثورة الحداثة التي غزت العالم، والتي قدمت معالجات مضيئة للقضايا البشرية أنارت للإنسانية طريقها.
ويضم الكتاب كذلك لوحات من إبداع المؤلف التى رسمها مؤخرًا ويقول: «بعض اللوحات فى هذا الكتاب من إبداعى وكنت قد تعلمت الرسم وأنا فى الستين من عمرى وأردت مشاركة القراء بهذه اللوحات»، مؤكدا أنه من الممكن اكتشاف المواهب وصقلها فى أى عمر وأن فى داخل كل منا فنانًا قد لا يعلم بوجوده.
يشار إلى أن الدكتور حسام بدراوى سياسى وأستاذ وطبيب، حصل على الدكتوراه من جامعة «القاهرة»، وجامعتى «ووين ستيت» و«نورث ويسترن» بالولايات المتحدة.