كان المصريون القدماء يهتمون برعاية موتاهم للحفاظ على جثمانهم من التلف فبنوا العديد من المقابر، وهى ليس مجرد مكان للدفن، لكنها كانت كقصور أبدية ينعم فيها الميت بحياة جيدة عندما تعود له الروح مرة أخرى فى العالم الآخر، ومن بين المقابر المميزة هى مقبرة الأخوين ني عنخ خنوم وخنوم حتب.
تعد مقبرة الأخوين من أكثر مقابر سقارة زخارف ومناظر، حيث تخص كل من ني عنخ خنوم وخنوم حتب واللذان حملا لقب "المشرفان على مزيني البيت الكبير" وكاهنا رع بمعبد الشمس الخاص بالملك ني وسررع" من الأسرة الخامسة (حوالي2445-2421 ق.م). وقد صممت المقبرة على شكل مصطبة وهي عبارة عن شكل مستطيل فوق الأرض يغطي منطقة الدفن تحت الأرض، بحيث أن المقصورة التي كانت تقام فيها الطقوس الجنائزية للمتوفيان موجودة بالجزء العلوي وهي المصطبة نفسها، وبالإضافة إلى المقصورة، تتضمن المقبرة أجزاء أخرى منقورة في الصخر.
تم تزيين جدران المقبرة بمناظر حيوية لصيد الأسماك بالشباك والحراب ومناظر الجزارين والحدائق والنجارة وصناعة المجوهرات، وهناك منظر آخر يصور مأدبة التي يستمتع خلالها كل من الأخوين صاحبي المقبرة بمناظر الرقص والغناء بينما يعزف الموسيقيون على آلاتهم خلال المأدبة.
وهناك منظر معين يمثل كل من ني عنخ خنوم وخنوم حتب في مشهد ود وهما يقفان بالقرب من بعضهما البعض. هذا، إلى جانب حقيقة أن كلاهما دفن في نفس القبر، أدى إلى الكثير من التكهنات. نظرًا للعديد من العوامل، بما في ذلك تمثيل كل واحد منهما مع زوجته، يُعتقد أن كل من ني عنخ خنوم وخنوم حتب كانا توأم.