"مفهوم تجديد الدين" لـ"بسطامى محمد سعيد".. التجديد الدينى "ماركة" إسلامية

من المفاهيم التى تحتاج إلى تجديد معناها بدقة مفهوم تجديد الدين، ذلك أن الاضطراب فى فهم معناه يقود إلى انحرافات خطيرة، وهناك طائفة من الأسئلة تثار فى هذا الصدد، هل كل رأى جديد فى الدين هو تجديد له؟ ما الحدود الفاصلة بين الجديد المقبول والجديد المرفوض؟ ما علاقة التجديد بالتطور ، أهما مترادفان أم بينهما فروق؟ وفى ضوء مواجهة الإسلام للحضارة الغربية المعاصرة كيف تتم الملاءمة بين الفكر الإسلامى والعصر الحاضر؟ وهل لذلك أثر فى بلورة مفهوم التجديد؟ هذه الأسئلة يحاول أن يجيب عليها "بسطامى محمد سعيد " فى كتابه "مفهوم تجديد الدين" والصادر عن مركز التأصيل للدراسات والبحوث".

ويرى "بسطامى" أن الدراسة التى تسعى للبحث فى الاتجاهات والأفكار ومن يقولون بها ويؤمنون بها ويرددونها، وتسعى للبحث عن مفهوم التجديد السليم وتمييزه عن المفاهيم الخاطئة، وبيان مجالاته وآثاره.

ويرى المؤلف أن مصطلح "تجديد" هو مصطلح إسلامى نشأ من حديث مروى فى ذلك، وهو قول النبى صلى الله عليه وسلم "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" واتجه المؤلف إلى جذور كلمة التجديد فى اللغة واستعمالات القرآن والحديث لهذه الكلمة، ولما كان المؤلف مؤمنا بأن مفهوم التجديد السليم هو الذى كان يقصده النبى حين أعلن لأصحابه عن نبوءة بعث مجدد لكل قرن، لذا رأى أن أحق الناس بتوضيح هذا المفهوم هم السلف الذين تلقوا هذا الحديث ونقلوه للأجيال اللاحقة لفظا ومعنى. ولهذا كانت الخطوة الثانية أن جمع المؤلف أقوال كثيرة من عصور السلف عن التجديد، ومن تعريفاتهم وآرائهم. كذلك قام المؤلف بتتبع تاريخ الحركة فى الغرب، وفى اليهودية والمسيحية، ثم رصد أفكار القادة والكتاب الذين حملوا لواء الفكرة من المسلمين، وبعد عرض آرائهم جاء النقد والتقويم وبيان مواضع الخطأ والصواب، وهكذا انقسم البحث إلى ثلاثة أبواب: باب عن المفهوم السنى للتجديد، وباب عن مفهومه عند العصرانية، وباب فى نقد المفهوم العصراني. والمقصود بالعصرانية أن معظم المفاهيم الشائعة للتجديد نشأت فى عصرنا الحالى نتيجة لمواجهة الدين لحضارة الغرب اللادينية، فقد نشأت فى الغرب فى أواخر القرن التاسع عشر الميلادى حركة لتجديد الدين وتطويره ليكون ملائما لمتغيرات العصر. وقد نشأت هذه الحركة داخل كل من الكاثوليكية والبروتستانتية، وأطلق على الحركة فى الغرب اسم العصرانية، كما شهدت اليهودية اتجاهات متماثلة فى الفكر والمبادئ والأهداف. وفى العالم الإسلامى أدى الصراع بين الإسلام والحضارة الغربية إلى ظهور نزعات متشابهة لتلك التى ظهرت فى الغرب.

وينتهى البحث إلى أن للتجديد مفهومين، صحيح وخاطئ، أما المفهوم الصحيح فهو المفهوم السنى الذى كان يرمى إليه النبى عليه السلام.

أما مفهوم التجديد الخاطئ فهو ذلك المفهوم الذى تقدمه العصرانية، وهو الذى شاع فى هذا العصر كأثر من آثار مواجهة الإسلام للحضارة الغربية. وتسعى العصرانية لتقديم خليط من الإسلام ومن جاهلية العرب. وتجتهد فى إيجاد المواءمة بينهما. وتعتمد فى ذلك أسلوب التأويل والتحوير لتعاليم الإسلام وأسلوب التنازلات والتسويغ باسم الاجتهاد.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;