نتذكر كل عام آلام المسيح ونتابع احتفالات الأخوة المسيحيين بهذه الأيام المباركة التي تسبق عيد القيامة المجيد، وبالفعل بدأ الأقباط الاحتفال بأسبوع آلام السيد المسيح، واليوم هو "أحد السعف أو أحد الشعانين"، وهو واحد من أشهر الاحتفالات فى جميع ربوع مصر للمسلمين والأٌقباط معا.
وأحد السعف هو يوم "الأحد" السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح أو القيامة، ويسمى الأسبوع الذى يبدأ به أسبوع الآلام، وهو يوم ذكرى دخول يسوع إلى مدينة القدس، ويسمى هذا اليوم أيضا بأحد الزيتون لأن أهالى القدس استقبلوا المسيح بالسعف والزيتون، لذلك يعاد استخدام السعف والزينة فى أغلب الكنائس للاحتفال بهذا اليوم، وترمز أغصان النخيل أو السعف إلى النصر أى أنهم استقبلوا يسوع كمنتصر.
لم يدخل المسيح، عليه السلام، إلى القدس حاملاً سيفًا، لكنه دخل يركب حمارًا ومعه من أحبوه من الفقراء يحملون جريد النخل علامة الاستقبال الجيدة، لم يكن للأغنياء ولا للمتكبرين مكان فى هذا الجمع المعبر عن المحب والمنتظر للخلاص، لكن أشرار اليهود كعادتهم منذ قديم الزمان يؤذون آيات الله فى الأرض ويسعون فسادا بين الخلق، فملأوا قلب الحاكم بالخوف، وقالوا على "المخلص" إنه مشاغب يثير الفتن ويسعى لتأليب الناس ضد الساسة والسياسيين والقيصر.
ومن يومها والناس يخرجون حتى يومنا هذا بسعف النخيل، تضامنًا مع المسيح واحتفالًا بمقدمه الطيب.