تولت منظمة اليونسكو بمساعدة من الاتحاد الأوروبي وبالتعاون الوثيق مع دائرة الآثار الليبية ومدير جامعة بنغازي الحفاظ على كنز ثقافي لم يكشف بعد عن كل أسراره يتمثل فى أكثر من 2500 مخطوطة قديمة بعضها يعود إلى القرن الخامس عشر تم تخزينها في مكتبة جامعة بنغازي.
بدأت الحكاية عام 2017 حين عثرت شرطة بنغازي على جزء من المجموعة نهب في منزل في قنفودة: 30 مجموعة من المخطوطات من بينها أعمال دينية وثقافية وأدبية وعلمية بعضها حديث، وبعضها يزيد عمره عن 600 عام وفقا لما ذكره موقع منظمة اليونسكو.
كانت هذه الوثائق في حالة حساسة وبحاجة ماسة إلى الحفاظ عليها لمنع الضرر غير القابل للإصلاح لهذا التراث الثقافي الثمين ودعت جامعة بنغازي الأمم المتحدة إلى إنقاذ مجموعة المخطوطات واستعادة هذه الوثائق الدقيقة والمحافظة عليها للأجيال القادمة كما شاركت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا هذا الطلب العاجل مع اليونسكو، وبالتنسيق مع إدارة الآثار الليبية ، تم تنظيم بعثة خبراء لتقييم حالة المجموعة وتسهيل حفظها بشكل مناسب.
وبعد أن تمكن الدكتور ستافروس أندريو خبير حفظ المخطوطات القبرصى من تقييم المجموعة خلال مهمته الأولى أوصى بورشة عمل لتدريب موظفي مكتبة الجامعة ليصبحوا خبراء في حفظ المخطوطات في إطار مشروع "حماية التراث الثقافي والتنوع في حالات الطوارئ المعقدة من أجل الاستقرار والسلام".
وجمع الدكتور أندريو 15 من موظفي الجامعة للمشاركة في التدريب وبتوجيه من اليونسكو عمل فريق الجامعة باستمرار لتصنيف كل عنصر من مجموعة المخطوطات وتسجيله رقميًا وتحت إشراف دقيق من خبير اليونسكو، تم تنظيف المخطوطات وغبارها وتطهيرها عن طريق وضع مادة هلامية ممتصة للأكسجين وتخزينها في حاويات بلاستيكية مفرغة من الهواء ومع ذلك، خلال ورشة العمل التدريبية هذه، يمكن حفظ 300 وثيقة فقط بشكل كامل بهذه الطريقة، وتشير التقديرات إلى أن هناك حاجة إلى 2000 حاوية مفرغة إضافية لضمان الحماية الكاملة لمجموعة المخطوطات.