يزور البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، حاليا دولة الفاتيكان، المقر الأكبر والأبرز للكنيسة الكاثوليكية، وذلك بمناسبة الاحتفال بمرور 50 سنة على عودة العلاقات بين الكنيستين لأول مرة منذ 15 قرن من الانقطاع من بعد مجمع خلقيدونية عام 451.
ومجمع خلقيدونية هو المجمع المسكوني الرابع للكنيسة المسيحية بدعوة من الإمبراطور مارقيان. انعقد المجمع في خلقيدون في بيثينيا (قاضي كوي في تركيا حاليا) من 8 أكتوبر إلى 1 نوفمبر 451، حضره 520 أسقفًا أو ممثلين عنهم الأكبر والأكثر توثيقًا من بين المجامع المسكونية السبعة الأولى، وكان الغرض الرئيسي من المجمع هو إعادة تأكيد عقيدة مجمع أفسس ضد هرطقة المنشقان أوطاخي ونسطور. حاولت مثل هذه الهرطقات تفكيك وفصل طبيعة المسيح الإلهية عن بشريته (النسطورية) وكذلك حصر المسيح في كونه إلهيًا بطبيعته (مونوفيزية).
وبحسب الموقع الرسمي لـ "بطريركية أنطاكية وسائر المشرق الأرثوذكس" تسبب هذا المجمع فى انشقاق الأقباط والأرمن والسريان عن الكنيسة الرومانية، المعارضون لهذا المجمع رفضوا أن يُنسب اصطلاح "طبيعتين" إلى يسوع المسيح، إذ كان اصطلاح طبيعة يوازي عندهم "شخص"، وبالتالي لا يمكن بالنسبة لهم أن يكون يسوع شخصين متّحدين مع بعضهما بعض.
ويذكر الباحثون أن عدّة عوامل أدّت إلى هذا الانشقاق، فبجانب الخلاف اللغويّ هناك عوامل اتنيّة وسياسيّة عدا عن النزعة الاستقلالية التي كانت سائدة في المناطق الأرمنيّة والسريانيّة والإسكندرانيّة عن الإمبراطوريّة الروميّة، كما يمكن إضافة العوامل التي نتجت عن المجمع الذي انعقد في أفسس عام 449م ويُعرف بالمجمع باللصوصي.
ووفقا للموقع سالف الذكر، فأنه قد يكون لسوء الفهم اللغويّ بين مسيحيّي تلك الأيّام "وبخاصّةٍ في القسطنطينيّة وأنطاكية والإسكندرية"، قد ساهم في تغزية الانشقاق الذي نتج عن هذا المجمع، عدا عن عوامل سياسيّة واتنيّة أخرى.