تعيش تركيا حالة من الاضطراب، وعدم وضوح الرؤية بعد الحركة الفاشلة التى قام بها أفراد من الجيش على الرئيس التركى رجب طيب أرودغان، وكان رد فعل حزب التنمية والعدالة الذى ينتمى إليه أردوغان عنيفا شمل تدمير عددا من المنشآت الحيوية، وكان من بين هذه المنشآت مؤسسات ثقافية.
تعرضت مكتبة "NT" في مدينة "مالاطيا" شرق تركيا، إلى عملية سرقة ونهب، من قبل الحزب الحاكم حسبما ذكرت جريدة "زمان".
وقامت مجموعة من مثيرى الشغب في "مالاطيا" بالاعتداء على فرع مكتبة NT فى حى "كيشلا"، كما أقدم الحشد الغاضب على تحطيم أسوار ونوافذ المكتبة وأضرموا النيران فيها، لكن رجال الإطفاء نجحوا في السيطرة على الحريق وإخماده قبل تفاقمه.
ويتضح أنْ سبق تعيين أوصياء على شركة النشر المالكة لمكتبات NT من قبل الحكومة بتهمة قربها من حركة "الخدمة" وبيع مؤلفات "فتح الله غولن".
ومن جانب آخر، اتخذت تركيا عددا من الإجراءات المقيدة للحريات منها إغلاق 6 وسائل إعلامية تركية، بعد فرض "وصاية" على 5 منها تابعة لشركة واحدة وقطع البث عن محطة تلفزيونية منفصلة، وذلك وسط قلق متزايد بشأن حرية الإعلام فى تركيا.
وذكرت صحيفة (توداى زمان) التركية أن الصحيفتين "بوجون" و"ميليت" إضافة إلى محطتى التلفزيون "بوجون" و"كانال ترك" ومحطة راديو "كانال ترك"، جميعها تقع تحت إدارة مجموعة "ابيك" الإعلامية ستغلق أبوابها بعد نحو 5 شهور من فرض الدولة "حراسة إدارية" على إدارة الوسائل الإعلامية.
وأوقفت قوات الأمن التركية طبع وتوزيع العدد الأخير من أشهر مجلات السخرية السياسية في تركية "لو مان" بسبب رسما كاريكاتوريا يرى أن الانقلاب الفاشل هو من تنفيذ رجب طيب أردوغان، وقامت قوات الأمن بسحب النسخ التى طبعت من السوق وأوقفت طبع أى نسخ تضم الكاريكاتير المذكور.
وفحوى الكاريكاتير أنه يعكس وجهة نظر تتردد بين الأكراد بأن الانقلاب ربما كان لعبة مدبرة، إذ يصور طاولة لعبة بوكر والجيش يقدم الجنود وحزب أردوغان يقدم نسبة 50 في المئة التي فاز بها في الانتخابات.