مهنة الفنان التشكيلى من بين المهن الإبداعية التى تستند إلى قدرة الإنسان على التعبير عن أفكاره ومشاعره من خلال الفن.
ومع ظهور الذكاء الاصطناعى فى السنوات الأخيرة، بدأت هناك تأثيرات كبيرة على الفنان وعلى الإنتاج الفنى بشكل عام، أردت تحليل هذه التأثيرات السلبية والإيجابية لطرحها بوضوح امام الفنان التشكيلي.
فى البداية نوضح التأثيرات السلبية التي يسببها الذكاء الاصطناعي على الفنان التشكيلي.
من أهم السلبيات والتحديات الرئيسية هي التنافس مع التكنولوجيا في إنتاج الأعمال الفنية.
فالبرامج وأجهزة الكمبيوتر تمكن الأشخاص الذين يجيدون التعامل مع الذكاء الاصطناعي وإن كانوا غير موهوبين من عمل رسومات وتصميمات بسهولة وسرعة، ما يجعل العديد من العملاء يعتمدون على البرامج وأجهزة الكمبيوتر لإنتاج التصميمات الفنية، وبالتالي فهو تهديد مباشر للفنان التشكيلي وعدم الاحتياج اليه وتقليل فرص العمل أمامه.
علاوة على ذلك، قد يتعرض الفنان التشكيلي لضغوط لمواكبة التكنولوجيا واستخدامها في أعماله الفنية. وفي نفس الوقت العديد من الفنانين أنفسهم في حاجة إلى اكتساب مهارات تقنية جديدة للتعامل مع البرامج والأدوات الحديثة. وهذا تحديًا للفنانين الذين لديهم خلفية تقليدية وتفضيل للأساليب التقليدية في العمل الفني. يمكن أن يشعر الفنانون التشكيليون بالخطر نتاج ذلك.
كما يشعر الفنان التقليدي بالخوف من فقدان الأصالة والتفرد في أعمالهم الفنية، حيث يشعرون بأن التكنولوجيا قد تجعل الأعمال الفنية ميكانيكية ومجردة من الروح والحس الفني والطابع الشخصي.
ورغم التحديات والقلق والمخاطر.. لا يمكننا تجاهل التأثيرات الإيجابية التي يمكن أن يمنحها الذكاء الاصطناعي للفنان التشكيلي وعلى الفن بشكل عام.
الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا يمكن أن يكونا أدوات قوية لتعزيز الإبداع والتجديد في العمل الفني.
يمكن للفنانين التشكيليين استخدام البرامج والتقنيات في إضافة عناصر جديدة ومبتكرة إلى أعمالهم، مما يتيح لهم تنفيذ أعمالهم الفنية بطرق مبتكرة حديثة لم يكونوا يتوقعونها فى الماضى، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات والتصميمات والصور والألوان، مما يساعد الفنان على اتخاذ قرارات أفضل في تصميم أعماله واختيار الألوان والتركيبات المناسبة.
كما يمكن استخدام التكنولوجيا وتقنيات جديدة، ما يوسع دائرة الاختيارات ويثريه بأفكار جديدة. ويمكن للتكنولوجيا أن تسهم في توسيع قاعدة جمهور الفنان التشكيلي. فمن خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، يمكن للفنان أن يصل إلى جمهور عالمي أوسع وأن يتفاعل معهم ويشاركهم أعماله. هذا يعزز الانتشار الفني ويفتح أبوابًا جديدة للتعاون والتبادل الثقافي.
وعلى الفنان التشكيلي أن يكسر حاجز القلق والخوف ويتكيف مع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وأن يستخدمها كأداة إبداعية بدلاً من التعامل معا كعامل تهديد لابداعه ووجوده.
يجب أن يبقى الفنان متمسكًا بالأصالة والبصمة الخاصة به في أعماله، وفي الوقت نفسه، أن يكون مستعدًا لاستكشاف الإمكانيات الجديدة التي توفرها التكنولوجيا. وعليه ان يختار ما يريد دون شعور بالضغط، يمكن للفنان التشكيلي أن يلتفت إلى التحولات الاجتماعية والثقافية التي يسببها التكنولوجيا، ويعكسها في أعماله الفنية. كتجربة إبداعية.
يمكن أن يكون الفن قوة تعبيرية قادرة على تسليط الضوء على التأثيرات الاجتماعية والأخلاقية للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وكذلك على التحولات في علاقة الفنان التشكيلي بالذكاء الاصطناعي، بدل من ان يشعر بالتهديد أو الاستبدال.