19 يونيو من عام 1861م، كان يوم ميلاد أحد أيقونات الفلبين، خوسيه ريزال، والذى أصبح رمزًا وطنيًا مشهورًا، كونه واحدًا من المؤسسين لبلاده أثناء عهد الاستيطان الإسبانى، لدرجة أن ذكرى يوم رحيله فى الفلبين أصبح شعاره يوم ريزال فى الفلبين، وهو العيد الوطنى للدولة، "يوم 30 ديسمبر 1896"، ولكن كيف أصبح الرسام والطبيب ريزال بطلا قوميًا؟
كان خوسية من أبرز الطلاب تميزًا فى المراحل التعليمية، وقد قرر أن يلتحق بكلية الطب، بسبب والدته التى أصيبت بالعمى، ولذلك اختار أت يتخصص فى مجال طب العيون، في جامعة هايدلبرج، وتعلّم هناك استخدام المنظار العيني الذي كان قد اختُرع حديثًا ليجري لاحقًا عملًا جراحيًا باستخدامه على عين والدته، وكان يقضي نصف وقته هناك بدراسة اللغة الألمانية، والنصف الآخر بدراسة أمراض العين.
لم يكن ريزال بارعًا فى تخصصة الطب فحسب، بل كان شخصًا موسوعيًا، فقد كان متميزًا فى العلوم، والفنون، وكان شاعرًا، وكاتبًا غزير الإنتاج، ومن أشهر أعماله روايته "نولي مي تانجيري"، إلى جانب مهارته فى تعلم اللغات فكان يتقن 22 لغة.
أما عن نشاطه السياسى فبدًا خلال إقامته فى بروكسل التي وصل إليها في عام 1890، ثم انتقل إلى مدريد، وأصبح زعيمًا للحركة الإصلاحية للطلبة الفلبينيين في إسبانيا.
ثم قام بعد ذلك بتشكيل حركة مدنيو تسمى "لا ليجا فلبينا" وذلك عام 1892م، ولكن تم حلها بقرار من الحاكم وقتها، وكانت قد أعلنت السلطات الإسبانية سابقًا بأنه عدو للدولة بسبب روايته، إذ كتب روايتان بعنوان "لا تلمسني" و"المخرب"، والذى تناول من خلالهما» مساوئ الاستعمار الإسباني وتطرق للانتهاكات التي يتعرض لها الفلبينيون من قبل قوات الاحتلال، وقد حظت الروايتان اهتمامًا عالميًا كبيرًا، وكانت نتيجة ذلك سجنه، ويحكم عليه بالإعدام، وبالفعل تم إعدامه فى ساحة عامة أصبحت معلما سياحيا بعد ذلك، ثار الفلبينيون لمقتل خوسيه ريزال، واندلعت الثورة التي انهزم بسببها الإسبان، ما أدى إلى استقلال الفلبين في عام 1898م.