"حروب جديرة بخوضها" سيرة ذاتية للسياسى للأمريكى "ليون بانيتا" والذى شغل منصبين مهمين فى عهد الرئيس باراك أوباما هما وزيرا للدفاع ورئيسا لوكالة الاستخبارات الأميركية، التى تمكنت من قتل أسامة بن لادن رئيس تنظيم القاعدة فى 2011.
يكتب بانيتا سيرته الذاتية متأثرا بتاريخه الأمنى والسياسى، فقد عمل "بانيتا" ككبير مسئولى موظفى البيت الأبيض فى عهد بيل كلينتون، حتى قرر التقاعد وفتح مركز بانيتا للأبحاث، وعمل أبحاثًا واسعة عن العراق، حتى عاد للعمل مع باراك أوباما كرئيس لوكالة الاستخبارات الأمريكية، واتخذ بانيتا القرارات العسكرية الأصعب فى تاريخ أمريكا بعد قتله "بن لادن" وتوليه وزارة الدفاع ليتحمل تبعات حربين غير مكتملتين تسببتا فى حالة من الضعف فى صفوف الجيش الأمريكى.
انتقد "بانيتا" فى الكتاب رئيسه باراك أوباما لسحبه القوات الأمريكية من العراق بالكامل، مما اعتبره بانيتا خلق فراغا سمح لتنظيم داعش بالنمو فى تلك الفراغات الأمنية، واتهم بانيتا إدارة أوباما بمركزية قراراتها التى سيطر عليها أهل البيت الأبيض، وأن ضعف أوباما دفعه لتجنب المواجهات والمعارك السياسية وعدم حسمه الأمور فى وقتها المناسب، كتراجعه عن ضرب قوات الرئيس السورى بشار الأسد بعد استخدامه السلاح الكيميائى.
وأكد بانيتا فى كتابه أنه يعتقد أن العاملين فى الشأن العام لديهم دائما خياران لا ثالث لهما: إما القيادة الرشيدة التى تدير دون أن تسيطر، وإما السقوط فى دوامة الأزمات التى هى الطريق الأقصر إلى الفوضى، ويرى "الكتاب" أنه على المسئول فى الدولة أن يوضح خياره من هذين الطريقين ويتحمل مسئولية سلوكه لأحدهما دون الآخر، وبالتالى المساءلة الرسمية والشعبية له عن نتائج قراره.
ويفيد بانيتا بأن الاضطراب والمشكلات هما حالة قابلة للاستيعاب إذا ما تمتع المسئول السياسى بالشجاعة والبصيرة اللتين تسمحان له بقراءة الواقع وحيثياته من جهة، وبالتالى مواجهة المشكلة ووضع الحلول الممكنة لها من جهة أخرى.
ولا ينسى بانيتا أن يهزأ من ضعف أوباما ومناوراته من أجل تجنب المواجهات أو المعارك، وكذلك صفة التردد التى لازمت سياسته وأدت إلى إضاعة الكثير من الفرص فى حسم الأمور فى الوقت المناسب، ويستذكر فى هذا الشأن "الخط الأحمر" الذى رسمه أوباما للنظام السورى إذا ما لجأ إلى استخدام السلاح الكيميائى وتراجعه عن ضرب قوات الأسد حين تجاوز هذا الخط!
وقد حقق الكتاب نجاحا عاليا وأصبح الأكثر مبيعا لشهور عديدة فالشعب الأميركى شغوف بمعرفة حقيقة ما يدور فى كواليس المكتب البيضاوى وسبل اتخاذ القرار داخل هذه المناطق المغلقة.
ومن جانب آخر فإن ليون بانيتا يعترف فى تصريحات صحفية بأن تنظيم داعش لديه إمكانيات لشن هجوم داخل الولايات المتحدة على غرار هجمات باريس والتى أودت بحياة العشرات فى نوفمبر الماضى.