تواجه صناعة النشر، وسوق الكتاب، ركودا كبيرا بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصرى، مما يؤدى إلى ارتفاع أسعار مستلزمات الطباعة التى من شأنها عزوف القراء عن الشراء وبالتالى توقف عدد كبير من الناشرين عن الطبع، وهو ما يشكل خطرا حقيقا على هذه الصناعة فى مصر.
ويرى محمد رشاد، رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية للنشر، أن ارتفاع سعر الدولار سبب أزمة كبيرة لسوق الكتاب، نظرا لارتفاع أسعار الورق لـ 40% مؤكدا أن ذلك، يوثر على ارتفاع أسعار الكتاب على القراء بشكل كبير وهو ما يؤدى إلى عزوفهم عن الشراء، موضحا أن ذلك من شأنه توقف عدد كبير من الناشرين عن الطبع.
وطالب "رشاد" فى تصريحات لـ"انفراد"، أن يتم دعم أسعار الورق بحيث يتم بيعه بأسعار البنوك، وليس كما يتم بيعه للتجار.
وفما يخص النشر الإلكترونى عبر الإنترنت "pdf"، أكد رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية، أن العالم العربى، جديد فى هذه النوع من النشر، مشيرا إلى أن الناشر قد يتعرض لخسارة أكبر بسبب وجود قرصنة على الإنترنت فى بيع مثل هذه الكتب، كما أن أغلب الناشرين غير مهيئن لمثل هذه الطرق فى النشر على حد وصفه.
من جانبه قال وائل الملا، مدير دار مصر العربية للنشر والتوزيع، إن ارتفاع سعر الدولار سيؤثر فى صناعة النشر، نظرا لارتفاع أسعار الورق، والأحبار، والطباعة، مما يؤدى على ارتفاع تسعيرة الكتاب بالنسبة للقارئ، مؤكدا أن الزيادات وصلت لأكثر من 50% زيادة فى سعر الكتاب، وهو مما يؤدى لحالة كبيرة فى الركود فى ظل أن الحالة الشرائية للقارئ المصرى ليست عالية.
وأكد "الملا" أن سوق الكتاب سيقابله أيضا أزمة كبيرة، خصوصا أن أغلب الموزعين يشترون الكتب من بعض الدول العربية مثل لبنان والمغرب بالدولار، ومع الارتقاع والتغيير المستمر فى أسعار صرف الدولار سيؤدى ذلك لخسارة كبيرة للناشرين، بسبب تغير قيمة الدولار من وقت الشراء لوقت البيع.
وأشار مدير دار مصر العربية للنشر والتوزيع، أنه لابد من رفع الضرائب عن أسعار الورق ومستلزمات الطباعة، أو رفع الضرائب من على دور النشر، وذلك لعدم وجود صناعة حقيقة للورق والطباعة فى مصر، مؤكدا أن صناعة النشر فى خطر حقيقى، وأنه تصعب الآن المطالبة بدعم لصناعة النشر، بسبب الأزمة المالية الكبيرة الموجودة حاليا.
وفما يخص تحويل صناعة النشر للسوق الإلكترونية، أكد "الملا" أن ذلك سيساعد على رفع تكاليف طباعة الكتب الورقية، كما أنه لم يتواجد موزع قوى فى السوق العربية، الذى يقوم بالتسويق والدعاية الجيدة لمثل هذا الصناعة، كما أن القارئ العربى ليست لديه الثقة الكاملة فى التعامل مع النسخ الإلكترونية، ولا حتى وسائل الشراء عبر الإنترنت، مشيرا أن الوقت لازال مبكر على التعامل مع هذه النسخ.
وقال ياسر عبد الستار، مسئول دار هلا للنشر، أن ارتفاع سعر الدولار يسبب أزمة كبرى لأن أغلب مستلزمات النشر فى مصر، من الورق والطباعة والدبابيس مستوردة، وهو ما يسبب زيادة حالة الركود فى سوق الكتاب.
وأكد مسئول دار هلا للنشر أن الناشرين يتجهون فى مثل هذه الأزمات لطبع نسخ من الورق المحلى قليل الجودة، أو طبع نسخ شعبية، تكون طبعتها قريبة من ورق الجرائد، لمواجهة تلك الأزمة.
وأضاف "عبد الستار"، اتجاه الناشرين، لسوق النشر الإلكترونى، سيكون حالا مؤقتا، نظرا لأن أغلب الجمهور يرتاح أكثر للنسخ المطبوعة، عن النسخ الـ"pdf"، مؤكدا أنها يمكن الاستعانة بها فى الكتب المتخصصة فى الطب والسياسة وغيرها، لكنه يصعب الاعتماد عليها فى الروايات، التى يكون لها متعة خاصة فى النسخ المطبوعة على حد تعبيره.