المصارحة والمكاشفة، والموضوعية والعقلانية، والاستقراء السليم، والفهم الواعى، والتقدير الصحيح، أسس معالجة مشكلات ومداوة معضلات، لدى الفاقهين حقائق الأشياء، إن مظاهر ما يمنك تسميته "الاحتقان الدينى أو الطائفى" موجود ملموس ومضارة ماثلة فى الحاضر والمستقبل القريب، والقول بغير هذا النوع من الهروب من المواجهة التى صارت فريضة لا تقبل تسويفا ولا استرخاء ولا تهويناً، لأن احتقان الطائفى معول هدم البنيان الاجتماعى، هكذا يرى الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، فى كتابه "أهل الكتاب.. فى التشريع الإسلامى".
ويقول الدكتور أحمد كريمة، إذا عرفنا أسباب "الاحتقان الطائفى" فإن تدابير وقائية وزجرية ينبغى بيانها، والأخذ بالأشباه والنظائر، وصفه علاجية تستأصل الداء من جذورة، ويقدم الكتاب التدابير الوقائية للفتنة الطائفية فيقول إن التدابير الوقائية وتأتى من صحيح الثقافة، وحسن فهم الدين وحسن عرضه، يأتى على قمة المعالجة والمداوة، ويؤكد الداتب أن هناك قصورا شديدا فى ذلك ويضرب أمثلة ومنها العمل الدعوى لدى المسلمين ومسيحيين يحتاج إلى تقويم وحسم وحزم، فليس من المقبول ولا المعقول ترك منابع وروافد التعصب والمغالاة وكراهية اآخر ورفضه هى منهاج "الدعوة" والتبشير، وفى ضبابية الرؤية وغياب وضعف المؤسسات ذات العلاقة فى الدولة المدنية متسلفة وإخوان، كمرجعيات بديلة، واقتحمت البيوت تحمل افتراءات منسوبة إلى الدين للأسف مثل تحريم التهنئة ومنع البدء بالسلام.
ويكمل الدكتور أحمد كريمة، ومن هذه الأمثلة أيضا فى مناخ سطوة وشراهة المال، ووطنية منتحلة، تم تمكين نماذج من ذكر يقدمون ثقافة مغلوطة عن طريق الإعلام الدينى، كما يوجد أيضا ، بالإضافة إلى القيادة الدينية ويعلق قائلا: الإسلام لا يعرف فى أمور الثيادة والرئاسة سوى "عالم الدين" لها شروطة ومواصفاته، ولا يزاول العالم أمو السياسة سواء فى الداخل أو الخارج يشهد بهذا تاريخ الإسلام والمسيحية لا تعرف سوى "الرئيس الروحى"، ومع استحداث الإسلام السياسى والمسيحية السياسية فى السياسية فى الشرق" صارت مرجعيات قيادية تزاول فى الأوامر والوصايا والتعليمات ما هو من صلاحيات رئيس الدلوة مثل "مرشد الإخوان" و"مرجعيات السلفية" و"رتب كنيسة"، إلى جانب سوء وتدنى وغياب التعلينات التعليمة التى من المفترض أن تصدر من خلال مؤسسات تعليمية وفق مناهج موضوعة من ورش علمية ومعلمين تربويين.
ويقدم الدكتور أحمد كريمة من خلال كتابه مجموعة من طرق الوقاية من الفتنة الطائفية تحت عنوان "معملات عملية لأهل الكتاب ، ومنها فريضة أولا: الإحسان إلى أهل الكتاب، حيث أن الإسلام حدد علاقة الناس بعضهم ببعض على أسس راسخة واضحة ومقاصد طيبة منها وأهمها عدم إلغاء الغير، ولا محو تراثة، ولا طمس هويته، علاقة تقوم على الالتقاء على الحق لذاته.
ويقدم الكتاب ثانى طرق الوقاية وهى الإخاء الدينى بين الإسلام والمسيحية، مع حق كل فى معتقده التفصيلى دون بغى أو عدوان على الغير أو الأخير، وثالث تلك الطرق هى تحريم الاعتداء على المعابد الدينية، فيقول الدكتور أحمد كريمة أن الرسول صلى الله عليه وسلم حرم التعرض لرجال الدين اليهودى والمسيحى، ونوه الفقهاء على حرمة هدم المعابد لغير المسلمين، أما آخر النصائح الوقائية من الفتنة الطائفية فهى المواطنة لأهل الكتاب، وهى عبارة عن مجموعة من الالتزامات المتبادلة بين الشخص والدولة، فالشخص يحصل على حقوق ويؤدى واجبات، وتشمل صفات المواطن ومسئولياته، وتتميز المواطنة بوجه خاص بولاء المواطن المواطن للبلاد وخدمتها بالتعاون مع الآخرين، وتتضمن مستوى عالياً من الحرية مصحوبا بالعديد من المسئوليات.