أطلقت نورة النومان، الكاتبة والروائية الإماراتية المتخصصة في أدب الأطفال واليافعين، أول دار نشر إماراتية لقصص الخيال العلمي والفنتازيا الموجهة لفئة الشباب، تحت اسم "مخطوطة 5229".
وتهدف الدار الجديدة إلى نشر وترجمة الروايات، والقصص، والكتب، التي تعتمد على الخيال العلمي، والأساطير التاريخية، والخرافات الشعبية، بكل ما تحفل به هذه الأجناس الأدبية من عناصر التشويق، والغموض، والظواهر الخارقة للطبيعة، لتلبي حاجة المكتبة العربية إلى هذا النوع من الأعمال، وتجذب في الوقت نفسه اليافعين والشباب إلى القراءة، وتحفز في نفوسهم الرغبة بالبحث والسعي وراء الاكتشاف.
وقالت نورة النومان، المؤسس والرئيس التنفيذي لدار مخطوطة "5229"، "جاء تأسيسنا لدار "مخطوطة 5229" تماشياً مع احتفال دولة الإمارات العربية المتحدة بـ2016 عاماً للقراءة، وفي ظل المكانة المتميزة التي تحظى بها إمارة الشارقة في قطاع النشر، يسعدنا إطلاق هذه الدار التي ستقدم إلى القراء اليافعين والشباب، ما يثري عقولهم بالأعمال الأدبية التي تنمي الخيال، وتثير في النفوس الكثير من حب الاكتشاف، والرغبة في التعرف على المجهول، وخاصة في مجال الخيال العلمي والتاريخ الغامض والمثير".
وأضافت "النومان"، إن الدار هي أول دار نشر إماراتية تتخصص وتهتم بنشر قصص الخيال العلمي والفانتازيا والرعب والخوارق وما وراء الطبيعة الموجهة لشريحة الشباب، وجاء اختيارنا لهذه التخصص الدقيق في الأدب، لرغبتنا في سد الفراغ الذي تعاني منه المكتبة العربية من هذه الروايات والقصص، وكذلك بهدف تحفيز الجانب العلمي عند الشباب لإلهامهم على الابتكار والاختراع، خصوصاً أن كثيراً من العلماء البازين في العالم نشأوا على حب قصص الخيال العلمي".
وحول دلالات اسم الدار، أكدت النومان أن الخلفية التاريخية لاسم الدار "مخطوطة 5229" تعود إلى القرن العاشر الميلادي، عندما قام الخليفة العباسي المقتدر بالله بإرسال أحمد بن فضلان البغدادي مبعوثاً له إلى ملك بلاد البُلغار، وفي أسفاره الطويلة، التقى البغدادي بعدة أقوام وثقافات وسجل ملاحظاته في مخطوطة يبلغ عدد صفحاتها 420 صفحة، وهي موجودة الآن في أحد المتاحف التركية تحت عنوان MS5229، وتكريماً لهذه المخطوطة التاريخية، تم إطلاق رقمها (5229) على دار النشر، كما تم نسخ كلمة "مخطوطة" في شعار الدار من خط يد أحمد بن فضلان البغدادي نفسه.
ويشار إلى أنه في عام 1999 أنتجت هوليود فيلماً خيالياً بعنوان "المقاتل الثالث عشر"، قام ببطولته الممثل الإسباني أنتونيو بانديراس، وتدور قصة الفيلم حول مغامرة لأمير عربي انضم إلى مجموعة من الفايكنغ لمقاتلة قبيلة شريرة، وقد استوحيت فكرة الفيلم من رواية للكاتب الأمريكي مايكل كرايتن، الذي كتب في مقدمته للرواية أنه استوحى فكرته من قصة الرحالة العربي أحمد بن فضلان البغدادي.
وقد دشنت دار "مخطوطة 5229" أول كتابين لها، حيث حمل الكتاب الأول اسم "مشاهد القتال في الأدب"، للكاتبة راين هول، وهو كتاب إرشادي موجه بالدرجة الأولى للروائيين، ويقدم لهم عُصارة الخبرات والتجارب في الأسس المنهجية لبناء مشاهد قتال تقوم على قواعد صحيحة، ويكشف الكتاب ضمناً عن بُعد آخر، حيث يوضح أن بناء أي عمل روائي، يعتبر عملاً ذو طبيعة هندسية تستحق الدراسة ولا يعتمد على الموهبة فقط.
بينما حمل الكتاب الثاني عنوان "بريق العدالة" وهو الجزء الأول من سلسلة "إمبراطورية رادتش"، للكاتبة آن ليكي، ويجسد هذا العمل الروائي الاستثنائي، الخيال العلمي في أفضل وأرقى مستوياته، عندما يغوص بالقارئ في عالم متكامل من الخيال، ويشكل هذا الكتاب خطوة أخرى إلى الأمام في اقتحام عوالم وبيئات جديدة، تجمع بين الآلة والبشر على نحو جديد تماماً.
وتعتبر نورة النومان أول كاتبة وروائية إماراتية متخصصة في مجال الخيال العلمي، وقد حملت أول أعمالها الروائية الصادرة عام 2012 عنوان "أجوان"، وفازت بجائزة اتصالات لكتاب الطفل عن فئة أفضل كتاب لليافعين في العام 2013، وكانت قد ألفت قبل ذلك العديد من الكتب لشريحة الأطفال ولها من الأعمال "القطة قطنة"، و"القنفذ كيوي"، وشمسة والسوشي" وهم كتب أطفال مصورة صادرة عن دار كلمات، كما أصدرت رواية "ماندان" في عام 2014 عن دار نهضة مصر.