رواية "شرق الدائرى" لخالد أحمد العالم السفلى يأكل أساس الوطن

أعطوا لقيصر ما لقيصر، وللإله.. ما للإله!.. ما الذى تعطى لنا؟!، ماذا تبقى عندكم؟ لم يبق شئ.. فاهنئوا.. طوبى لكم! بتلك الكلمات للشاعر نجيب سرور بدأت رواية "شرق الدائرى"، للكاتب خالد أحمد، الصادرة عن دار المصرى للنشر والتوزيع، والفائزة بالمركز الأول فى جائزة ساويرس الثقافية، هذا العام.

والرواية مشغولة بقضايا كبرى مؤرقة للجميع أصبحت تثقل كاهل الوطن وتعد خطرا حقيقيا تجاوز الخيال وأصبح واقعيا يحمل فى داخله هاجس الضياع، حيث تسلط الرواية الضوء على عالم العشوائيات أو مجتمع العالم السفلى كما يطلق عليه، فتدور أحداثها فى قرية بدائية تقع على أطراف محافظة الجيزة، وترصد كيف تحولت القرية إلى منطقة عشوائية، وكيف يتصارع للسيطرة عليها ثلاثة أطراف متناحرة فيما بينها الأثرياء والعائلات الكبيرة، ورجال الدين والبلطجية، يتفقون على تقسيم الوطن ولا يتفقون على حبه.

ويصف الكاتب فى بداية روايته مشهد ازدحام من شارع رمسيس فيصور عدة لقطات متشابكة تناسب زحمة الحياة اليومية فى ذلك الشارع، فيظهر شاب يركب عجلة وعلى رأسه مشنة تحتوى أرغفة العيش، وسيدة خمسينية فى يدها أكياس للخضار، ورجل شرطة، وأب وابنه، وفتاة صغيرة تراقب ألوان الكتاكيت الملونة، وفتيات المدارس الإعدادية والثانوية الخارجات من مدرستهن، وغيرهم الكثير من الأشخاص والألوان المتداخلة، ويمزج الكاتب بين هذه الصورة وصورة أخرى تكشف بعضاً من عالم الأثرياء، فيقول خالد أحمد فى روايته: "يندفع العالم كله تجاه البوابة ليعبر الطريق، لكن بعد أن أشار الباشا، ذو النظارة الشمسية، والمقعد الوثير فى السيارة المكيفة، برأسه للباشا الآخر الواقف تحت مظلة يدخن سيجارته الساخنة ذات الفلة الحمراء، رفع الأخير رأسه تجاه العسكر كى يغلقوا البوابات على القطيع المندفع ويمنعوهم من النزول للشارع".

ذلك المشهد ألقى ضوءاً على الاختلاف التام والواسع بين عالم الفقراء البسيط وبين عالم الأثرياء الذى لا يهمه سوى نفسه بغض النظر عما ينتج عن تصرفاتهم اللامبالية وما يسببه من معاناة للطبقة الأقل منه، تلك الطبقة التى يصفها الكاتب فى روايته بقوله "هنا الجميع يناضل من أجل البقاء على قيد الحياة.. حتى الأطفال يناضلون، وجميعهم باختلاف أعمارهم يخوضون معارك يومية". ويستغرق الكاتب فى رواية " شرق الدائرى"، فى وصف المكان وما يحتويه من طبقات تنقسم بين الأغنياء والفقراء، فيتناول فى أول أحداث الرواية صراع بين عائلتين؛ عائلة "سعد" وأعمام عائلة "النجار"، بعدما يؤذى أحمد النجار شخصاً من العائلة الأخرى فيحكم أحد أعمام أحمد النجار عليه بأن يترك القرية ويسافر إلى "الزقازيق"، ليعود مرة أخرى بعد عامين، ليجد أن عائلة "سعد" قد نسيته بعد رحيله منشغلين بخلافاتهم. والذى يقول بعد رجوعه ورؤيته لما وصلت إليه قريته "فى زمن ليس ببعيد كان يمكننى أن أنتقل بين شارعى والعالم الخارجى بحرية، أما الآن بعد أن حكم منطقتنا الرعاع صار على أن أختار بين الانتماء لشارعى أو باقى العالم، وبعد أن لفظنى العالم قررت العودة لذلك الشارع".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;