"هل نعلم من هو الله حقيقة؟".. بدأ الكاتب محمود زايد بطرح السؤال فى مقدمة كتابه "تطعيم الإلحاد" الصادر عن ضاد للنشر، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات المتنوعة بشكل علمى فلسفى حول العقيدة والإيمان بالله والديانات السماوية، وبداية الخلق ونظريات التطور، وحرية الاعتقاد.
وأوضح الكاتب محمود زايد غايته من سؤاله عن حقيقة وجود الله قائلا "عندما أطرح هذا السؤال أنا لا أتكلم عن الله الذى تربينا على وجوده، واعتبرنا أنه موجود على سبيل التسليم، بل أعنى الله الذى قمت برحلة بحث مستخدما العقل الذى أملكه حتى أحاول التأكد من وجوده من عدمه، هل من الممكن أن يقوم عقل الإنسان بمساعدته للتوصل إلى حقيقة وجود الإله من دون مساعدة أى من الكتب السماوية، أم أن معرفة وجود الله شىء محال على العقل".
وأكد المؤلف أن دافعه الأساسى لهذا الكتاب محاولة مساعدة الكثيرين ممن فقدوا إيمانهم بأى دين، أو فقدوا اعتقادهم بوجود إله بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية، لافتا إلى أن الكتاب يرصد الهواجس والمخاوف التى يتعرضون لها فى طرح هذه الأفكار مع أحد خوفا من الهجوم عليهم فى مجتمع لا يقبل الاختلاف.
وأضاف "زايد" أنه ليس كل من يدعى التشكك فى الله صادق فى ما يدعيه، وأن البعض ينجر للإلحاد من أجل شهوة وحب الشهرة، وهناك من لا يحب أن يعيش بقانون أو نظام ما، مدعيا أن كسر هذه الأمور من الحرية، لافتا إلى أن كتابه لا يؤيد ولا يخص كل من يجعل بينه وبين الله خصومة لوقوع مشاكل مادية أو صحية أو اجتماعية، لكون مشكلتهم نفسية أكثر من فكرية.
ويؤكد الكاتب ضرورة الإيمان بالقضاء والقدر وتسليم الأمر لله، وطرح مثالا حول الحادث الهجومى الذى استهدف برجى التجارة العالمى فى نيويورك 2001، قائلا" هل لو كان الإنسان يعلم بالهجوم لأوقفه قبل وقوعه، وهل الله كان على علم بهذا الهجوم ولم يوقفه، وانطلق الكاتب للرد على الأسئلة المثيرة "إننا فى هذه الحياة نعيش فى اختبار نملك فيه قرارنا واختيارنا، أن نفعل الصواب أو الخطأ، فلو تدخل الله دوما لتصحيح أخطائنا قبل وقوعها، ولما كان هناك جريمة أو اعتداء فى هذه الدنيا، ولن يكون للحساب يوم القيامة أى فائدة أو نار لمعاقبة المجرمين، لأن الكل ببساطة لن يوضع فى اختبار أثناء الحياة الدنيا".
وأوضح مؤلف الكتاب أنه ليس من الإنصاف نفى وجود الخالق لما هو حولنا، وعلى الذين ينكرون ذلك أن يتجهوا بالبحث عن سبب الظواهر والنظريات الموجودة حولنا، فبدون اكتشاف الموجات الكهرومغناطيسية ما وجدت ثورة فى عالم الاتصالات وظهور التليفزيون والهاتف.
وأشار إلى أن القضاء والقدر أمر ثابت لابد من حدوثه فى دائرة المشيئة، والقدر شىء متغير يتحدد من خلال علاقة الخالق بمخلوقاته، ومزج المشيئة الإلهية بالقدر يمكن تسميته بالقضاء، لافتا إلى أن الله عادل فى تعامله مع البشر، فالإنسان له خمس حواس، عندما يفقد أحدها تزداد الحواس الأخرى، فنجد أن الحواس الأخرى للرجل الكفيف أفضل منها عند الشخص المبصر، كذلك هو الحال فى التسيير والتخيير والمشيئة والقدر والقضاء.