كشفت بعثة آثار روسية إيطالية مؤخراً عن اكتشافات هامة فى السودان عرفوا على أثرها أسرار حضارة مملكة كوش القديمة التى نشأت فى منطقة النوبة شمال السودان، فى الألفية الأولى قبل التاريخ وحتى القرن الرابع الميلادى.
ومن أهم الآثار التى اكتشفتها البعثة، تتمثل فى مذبح من البازلت وقاعدة لقارب مقدس ونقوش هيروغليفية عثر عليها أواخر عام 2015 داخل أطلال معبد قديم، يظهر أنه تعرض لحريق كبير، ويجرى حاليًا تحديد زمن الحريق، لأن كشف الكربون المشع لم يعطِ نتائج واضحة حتى الآن، تبعًا لما ذكرته الوكالة الروسية.
وأكد علماء البعثة المشتركة الروسية الإيطالية، أن النقوش الهيروغليفية التى تم العثور عليها تحمل رموز الكتابة المصرية القديمة التى استعارها أبناء حضارة الكوش أو حضارة مروى بعد انقراض رموز لغتهم الخاصة، وتكمن أهمية هذه الاكتشافات أنها تساعد فى دراسة العلاقات بين حضارة كوش والحضارة المصرية القديمة، وأوجه الاتصالات بين هذه الحضارة وممالك العالم القديم الأخرى.
ومن جانبه كشف رئيس فريق العلماء الإيطاليين، أن البعثة المشتركة تمكنت من فك شفرة الأختام المنقوشة فى القطع الأثرية التى عثروا عليها، وتبين أنها تشير إلى الملك "نتكامانى" الذى حكم مملكة مروى فى أوج ازدهارها، التى لعبت حينها دورًا مهمًا فى المنطقة، وكانت لها صلات دبلوماسية وتجارية وثيقة مع الإمبراطورية الرومانية حتى القرن الرابع الميلادى الذى شهد سقوط حضارة مروى.
أما عن قاعدة القارب المقدس فقد وجدت فى قسم المعبد الأوسط، ويقول علماء الآثار "إن القارب وتمثال الآلهة النوبية الذى يوضع على متنه، يُحمل من المعبد للمشاركة فى الطقوس أثناء الأعياد الدينية".