قراءة فى كتابات ناهض حتر.. يعادى الصهيونية ويدعم الأسد وحزب الله وإيران

"الصهيوداعشية تغتال ناهض حتر".. "من قتل حتر قتلنا جميعا".. ربما كان ذلك أبلغ وصفين قيلا عن اغتيال الكاتب والمفكر الأردنى الراحل ناهض حتر، حسبما وصفها الكاتب والباحث فى شئون الخطاب الدينى، مدحت صفوت، والناشر الأردنى حسين ياسين صاحب مكتبة الأزبكية الأردنية، على الترتيب. ناهض حتر، صاحب التاريخ السياسى، المعادى للإسلام السياسى، والمنتمى للفكر اليسارى، والذى وصفه البعض بأنه "عراب الحركة الوطنية الأردنية"، كانت له بعض الآراء الجدلية، والمتطرفة بحسب وجهة نظر معارضيه، فالراحل على سبيل المثال معروف بتأييد نظام الرئيس السورى بشار الأسد وحزب الله اللبنانى، وكذلك رفضه للوجود الفلسطينى فى الأردن، وانتقاده اللاجئين السوريين المهاجرين، وللفكر الليبرالى فى المنطقة العربية. ولعلنا فى كتاباته نرصد أهم أرائه فيما يخص المنطقة العربية: مقالات عُرف بمواقفه السياسية الداعمة لنظام بشار الأسد السورى، عبر سلسلة من المقالات وما يعرف بـ"محور الممانعة"، كما تبنى فكرة المؤامرة على الوطن العربى وتحديدًا سوريا، لذلك ربطته علاقة قوية بالأسد الذى استقبل حتر 3 مرات ونشرت صور لهما معًا فى أكثر من مناسبة، كما ترأس جمعية شعبية أردنية صديقة للنظام السورى، حتى أنه قام بانتقاد اللاجئين السوريين المهاجرين، معتبرا أن معظمهم "من الفئات غير القادرة على التعايش مع التعددية والنمط الحضارى الخاص فى سوريا، وهكذا فإن خسارتهم لا تعد نزفا ديموغرافيا"، وفق ما جاء فى مقال له فى جريدة "الأخبار" اللبنانية، اعتذرت عنه لاحقا. اتهم "حتر" بتدريس أفكار داعش فى المناهج العربية قائلا "إن أفكار «داعش» وممارساتها تُدَرّس فى المناهج العربية، كما كرّستها، فى عهد التلفاز، مئات المسلسلات التلفزيونية، بصيغة مخففة هنا، أو صريحة هناك؛ لكنها موجودة، بل محفورة فى الوجدان الجماهيري. وربما يكون هذا واحدا من الأسباب التى تحول بين الأغلبية وبين الصدمة إزاء وحشية "داعش"، إنها، فى الواقع، تحظى بالقبول الضمنى على نطاق واسع. وهو ما يطرح ضرورة القيام بثورة تقدمية فى الفكر الديني"، وذلك حسبما ذكره فى مقاله بجريدة الأخبار اللبنانية بعنوان " بهدوء «داعش»؛ أربع قضايا رئيسية للتفكير الحر". يعتبر "حتر" من مناصرى حزب الله اللبنانى ومن المشيدين بدخوله فى سوريا حيث قال " كان حزب الله ــــ وانتصاراته وفائض قوته ــــ قد استكمل عناصر حضوره اللبنانى كقوة لا يمكن قهرها، تؤمّن حدود لبنان، وتحفظ، داخله، الحضور السياسى السورى، إنما، منذ العام 2011، وفى التصاعد الجريء والمبدئى لمواقف حزب الله، من التضامن مع سوريا إلى القتال فيها ولها دفاعا عن استراتيجية المقاومة، تحوّل حزب الله إلى قوة إقليمية أساسية، هى اليوم شريك فى القرار وحليف للكبار فى الخط الصاعد من بيكين إلى الضاحية"، وذلك فى مقال له بعنوان " بهدوء حزب الله، ما هو أبعد من التحرير والمقاومة". ودعا الكاتب إلى غرفة عمليات مشتركة مع العراق وسوريا لمكافحة الارهاب المشترك و"تسلله إلى الأراضى الأردنية"، ولم يرَ ناهض سبيلاً لوقف تمدد الارهاب إلى الأردن وإلى لبنان وغيره، سوى مواجهته فى سوريا والعراق ووقف الحرب والدمار، ناهض حتّر يرى المصالح الأردنية فى أولوية مواجهة الارهاب مع سوريا والعراق، وذلك بحسب مقال بعنوان " ماذا عن الأردن وسوريا". كتب كتاب "دراسات فى فلسفة التحرر الوطنى" ويرى "حتر" فى دراساته "أن شطب الدور الاقتصادى - الاجتماعى - التقليدى للدولة القديمة، وخصخصة القطاع العام، الإنتاجى والخدمى، وإخضاع المجتمعات المتخلفة إلى إعادة هيكلة شاملة هدفها تحقيق مصالح الأقلية المدعومة من قبل الاستعمار الأمريكى، وهمجيته العسكرية، دفع باليساريين إلى موقفين، يتمثل أولهما بالاستسلام أمام الهجمة، والتسليم بالأيديولوجية الليبرالية، ويتمثل ثانيهما فى الالتحاق بالمعارضة الثقافوية للخط الإسلاموى - القوموى الذى يقر، هو الآخر, بالليبرالية الاقتصادية، لكنه يناوئ الهجمة السياسية والثقافية الاميركية ويستخدم صناديق الاقتراع و"الإرهاب" معا، فى مسعى لنيل اعتراف "الإمبراطورية" الأمريكية، بجدارة الإسلاميين فى ادارة التخلف فى العالمين العربى والإسلامى". ويشير حتر إلى أنه وفى مقابل هذين الموقفين قد بحث دائما عن خط ثالث ينطلق من الالتزام باستراتيجية وطنية وديمقراطية - اجتماعية وتقدمية فى الآن نفسه، هى "فى رأيى، استراتيجية اليسار الاجتماعى، القادرة على تنظيم الدفاع الشعبى ضد الهجمة الاستعمارية الجديدة فى مستوياتها المختلفة، وتنظر هذه الاستراتيجية الى الديمقراطية، لا بوصفها عملية انتخابية وإعلامية هدفها تشريع واستقرار وتكييف الهيمنة الاستعمارية بوصفها آلية للتسويات الاجتماعية، وإعادة استقطاب اوسع الفئات الاجتماعية الوطنية، إلى المشاركة السياسية، وتنظيم التحالفات، للدفاع عن مصالحها ووعيها ومستقبلها". حول كتاب الخاسرون.. هل يمكن تغيير شروط اللعبة؟ وجاء كتاب "الخاسرون" هل يمكن تغيير شروط اللعبة؟ ليبحث فى استراتيجية الليبرالية الجديدة فى الأردن والخصخصة الشاملة والحكومات الليبرالية الجديدة منذ العام (2000 الى 2005) و تحليله لأداء حكومات "أبو الراغب" و"الفايز" و"البخيت" وإعادة بناء الأحزاب الأردنية إضافة إلى الكثير من الموضوعات المتعلقة بالشأن السياسى الأردنى. ويشكل الكتاب تقسيماته للرابحين فى الأردن الذين يشكلون أقلية ضئيلة لا تتجاوز 2 بالمائة من الأردنيين من المضاربين والعقارين والماليين ووكلاء المصالح الأجنبية مقابل الأكثرية الخاسرة من الموظفين والمتقاعدين العسكريين والمدنيين والعاملين بأجر والمهنيين وأصحاب المشاريع الصغيرة. ووصف بعض الباحثين كتاب حتر بوثيقة الوضع السياسى فى الأردن منذ منتصف التسعينيات إلى الآن، فعلى سبيل المثال قال الكاتب الأردنى فهد الخيطان عن الكتاب "يعد أول دراسة تناقش الوضع السياسى الأردنى فى جملة من المواضيع الإشكالية وخصوصاً إشكالية ظهور التيار الليبرالى الذى تجلى فى عدد من الحكومات الاردنية"، وتابع متما " "الخاسرون" وثيقة غنية سياسياً". كتاب الملك حسين بقلم يسارى أردنى شمل هذا الكتاب كما يقول المؤلف ثلاثة نصوص كتبت عامى 1999 2000و حول الملك الراحل الحسين بن طلال(1935 - 1999). يمثل النص الأول وعنوانه: (أسئلة الماضى تقرع جدران المستقبل) استذكارا لتجربتى الشخصية وجوانب من معاناتى الفكرية إزاء رحيل الملك حسين، والاسئلة الكبرى التى تركها معلقة فى فضاء البلد. والنص الثانى وعنوانه: (هيكل الحائر بين شخصية الأردن وشخصية الملك حسين) هو رد على مقالة محمد حسنين هيكل "الملك حسين: ضرورات الفهم قبل الحكم، ولكن إلى أى مدى؟" المنشورة فى العدد الثالث من شهرية"وجهات نظر" المصرية أبريل 1999. وأما النص الثالث وعنوانه: (موجز لسيرة سياسية فريدة) فقد كان جزءا من تغطية إعلامية أعددتها لصحيفة "السفير" اللبنانية بمناسبة رحيل الملك حسين. وفى الكتاب يرى "حتر" أن الملك حسين يكرهه الليبراليون، بسبب 5 مميزات كان يتميز بيها الملك الراحل، وهى بحسب "حتر"، أن الحكم فى الأردن استقر على احترام الولاية العامة لمجلس الوزراء فى الشؤون الداخلية؛ مما أدى الى استقرار نسبى فى الإدارة والمشاريع وانضباطهما بالقيود البيروقراطية، بالأضافة لوصفه عهد الملك حسين، بعهد "الاستقلالية السياسية"؛ مستشهدا بموقفين هما رفض كامب ديفيد 1979، والتحالف مع العراق العام 1991 فى مواجهة الولايات المتحدة، كان للملك حسين مشروع سياسى إقليمى وظّف له علاقاته الإقليمية والدولية، قائلا عنه "انتماءه للمشرق لا إلى السعودية والخليج"، واصفا علاقة بالسعودية بـ"العدو اللدود"، كما أكد الكاتب أن الطابع السياسى لمشروع الملك حسين، لم يكن مرتبطا بمشروع اقتصادى اجتماعي؛ فالملك كان بعيدا عن الانحياز الايديولوجى الليبرالي، بالعكس، كان ميالا لتعاظم دور الدولة الاقتصادى الاجتماعي، فما اختتم مميزته بوصفه حكم الملك حسين بالمصدقية قائلا " هى الصدقية؛ فقد كان الملك حسين يلتزم بالاتفاقات والتفاهمات التى يعقدها على أى مستوى، كان يصادم بقوة، ويتراجع بجدّ، ويعمل بما يقول، وكانت معارضته تتطلب الشجاعة والصدقية والذكاء؛ فكأنما تلعب معه على رقعة شطرنج. كما انتقد الكاتب الملك الراحل فى قراره فى المشاركة فى حرب 67 والتى أدت لفقدان الضفة على حد وصفه، بالإضافة لعدم مساندته الجيوش العربية فى حرب 73، واعتراف الملك بمنظمة التحرير كممثل شرعى للسلطة الفلسطينية، واختتم قائلا عن الملك الراحل "طغيان شخصيته وأولوية سياساته الإقليمية، منع تكوّن الشخصية الوطنية الأردنية التى بدأت بالتبلور فى عهد الملك عبدالله الثانى، ولكن، بعدما خسرت حاضنتها المتمثلة فى الدولة والقطاع العام.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;