قال الناقد صلاح فضل، إن الثقافة العربية المصرية فقدت فى الأيام القليلة الماضية كلا من نعمات أحمد فؤاد والشاعر فاروق شوشة، واليوم حلت ذكرى الراحل الغائب الحاضر جمال الغيطانى، والجميع يجمععهم شيء أساسى هو أنهم صناع ثقافتنا العربية فى وجهها الفكرى والإبداعى واللغوى والوطنى.
وأشار "فضل" فى احتفالية "الأعلى للثقافة" بذكرى رحيل جمال الغيطانى، إلى أن نعمات أحمد فؤاد نموذج للمرأة المصرية التى وقف فى وجه الطوفان، أما فارق شوشة فشرب حب اللغة العربية وعشق الفن والافتتان بالجمال.
وتابع "فضل" "الغيطانى" شارك فى صناعة عصر الكتاب والصحافة والمجلة بشكل إيجابى متطور وفاعل عندما أصدر أخبار الأدب عادت مصر لتكون مركز إشعاع فى الوطن العربى.
وقال الدكتور إبراهيم فوزى، وزير الصناعة الأسبق، أنه يشعر بفخر وسعادة، لحضور ذكرى رحيل جمال الغيطانى، فقد كانت تجمع علاقة قوية بينهما منذ أواخر التسعينيات، مضيفا كان محبا للحياة.
وفى السياق ذاته، قال الدكتور أحمد درويش، إن جمال الغيطانى يمثل القوة الناعمة المؤثرة لتضع لمصر فى مكانتها، فهو روائى راسخ صاحب ثقافة واسعة، فهو من بين جيل الستينات الذين ارتادوا آفاق جديدة فى السرد العربى.
وقال المخرج خالد يوسف، إن جمال الغيطانى واحد من ضمن معلمينى الذين تعلمت منه الكثير، مضيفا أن المخرج يوسف شاهين كان مفتونا به.
واسترجع "يوسف" أحد الذكريات التى جمعته بيوسف شاهين، حيث إنه شاهد الغيطانى يقبل يد يوسف شاهين، وعندما سأله لماذا قبلت يده قال له إنه شاهين فى منزله والدى.
وأكد "يوسف" أن الغيطانى كان من بين الشخصيات المتواضعة، وفى آخر لقاء جمع بينه وبينه بكى على حال مصر بعد عام 2013 وموجة الإرهاب، مضيفا أن الغيطانى التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسى لكى يوصيه على مصر.
بينما قال القاص سعيد الكفرروى، حينما أتكلم وأذكر جمال الغيطانى أذكر خمسين عاما فى قلب الثقافة المصرية، فهو لديه رواية شرح المدينة، وأنا كقارئ اعتبر هذه الرواية أهم أعمال الغيطانى التى تعبر عن الهوية والبحث عن ملاذ ومأوى ومصير كتبها بلغة مفارقة فهى إحدى الكتابات المهمة عن الرواية المصرية.
وتابع الكفراوى غياب "جمال" أسفر عن غياب أشياء كان هو يشعلها ويحدثها، فغابت أسئلة الثقافة، وأسئلة البحث عن كتاب جديد، وكشف الفساد والمفسدين.