على عكس ما بدت عليه الكاتبة الروسية سفيتلانا أليكسييفيتش، العام الماضى، حينما علمت بفوزها بجائزة نوبل للآداب 2015، يأتى موقف المغنى والمؤلف الأمريكي، بوب ديلان من جائزة نوبل للآداب عام 2016، مثيراً للدهشة، وهو الأمر الذى دفع أكبر جائزة عالمية عريقة فى تاريخ الأدب تخرج عن صمتها لأكثر من مرة فى تصريحات بين وصف موقفه، ونفى هذه التصريحات عن كونها تمثل الموقف الرسمى للأكاديمية.
"هو حر فى عدم المجىء إن أراد ذلك. وهذا لن يردعنا عن إقامة حفل كبير، فهو جدير بهذا التكريم". هذا ما قالته سارا دانوس، الأمينة الدائمة للأكاديمية السويدية، ولكون بوب ديلان موسيقيا معروفا فإن تصريحات الأمينة العامة للجائزة تستدعى الأغنية الشهيرة للمطربة المصرية شرين عبد الوهاب، والتى تقول فيها "أنا بيك من غير مش فارقة".
تصريحات "دانوس" لإذاعة "إس آر" العامة، جاءت بعدما قال "بار بير فاستبرغ"، عضو لجنة تحكيم جائزة نوبل: "إذا لم يتواصل معنا قريباً، ولنقل خلال الشهر المقبل أو نحو ذلك، فسوف أعتبر ذلك وقاحة وتكبراً"، مضيفاً فى تصريحات للتلفزيون السويدى العام "إف فى تي"، "هذا الأمر ينم عن فظاظة وتعجرف".
ما قاله "بار بير فاستبرغ" هو ما دفع "دانوس" للتأكيد على أن تصريحات الأول لا تمثل الأكاديمية السويدية بشكل رسمى، بل هى تصريحات شخصية فقط، وعلى الرغم من ذلك، لم تمنع "دانوس" نفسها من التصريح بما يعبر عن غضب الأكاديمية الذى وصل إلى حد الاكتفاء بهذا التجاهل، لتقابله بتجاهل أكبر، وهو إقامة الحفل سواءً علق بوب ديلان أم لا.
حيث قالت دانيوس لإذاعة "إس آر" العامة: فى الوقت الراهن، لا نقوم بشىء. اتصلت بأقرب معاونيه ووجهت له رسائل إلكترونية وتلقيت فى المقابل رسائل ودية جدًا. وهذا يفى بالغرض حتى الآن، هو حر فى عدم المجىء إن أراد ذلك. وهذا لن يردعنا عن إقامة حفل كبير، فهو جدير بهذا التكريم.
يذكر أن بوب ديلان لم يصدر أى تعليق حتى الآن حول فوزه من بجائزة نوبل للآداب، فقد أحيا نجم موسيقى الروك، حفلاً فى مدينة لاس فيغاس الأمريكية، يوم الخميس الماضي، بعد فوزه بالجائزه، متجاهلاً التعليق حول هذا الإنجاز الذى حققه، حتى بعدما قام بإحياء حفل غنائى على مسرح تشيلسى فى لاس فيغاس، حيث قالت وكالة الأنباء الألمانية، أن جمهور الحفل كان يهتف "الفائز بجائزة نوبل" بين الأغنيات، إلا أنه كان يتجاهل هذا التصفيق والهتاف الذى يعد الأول من نوعه بالنسبة لجمهور موسيقى الروك.