قال الدكتور صلاح فضل، كلما فوجعنا بفراق أحد الأصدقاء تذكرنا أبيات الخيام والتى يقول فيها "إنما نحن رخاخ القضاء" لقد جمعتنى مع فارق شوشة سنوات طوال، وهناك أمور لا يمكن الحديث عنها لأنها شخصية.
وأضاف "فضل" سوف أتحدث عن ثلاثة جوانب، أسميها شعرياته الثلاث، فمنذ أن أطلق العقاد كتابه عن اللغة الشاعرة التقط فاروق شوشة هذه البادرة عن اللغة وصاغ منها عباراته التى خلدت فى أسماع كل المصريين، طيلة ما يقرب من نصف قرن فى لغتنا الجميلة أخذ صفة الشعر وهى الجمال وجعلها خصيصه للغة وأسندها إلى الذات الجماعية واختار بعين الصقر وحس الفنان وموهبة المبدع وعقل المثقف عيون الشعر العربى فى مختلف العصور كى يصبها رائقة جميلة إلى الآذان لتنفذ إلى قلوب الكبار والصغار مستثمرا عصر الإذاعة المسموعة ليعرض خلاصة تجاربه.
وتابع صلاح فضل، كنت من أبناء هذا الجيل المحظوظ، الذى إذا رن هاتفه وسمع صوت فاروق شوشة يهب فرحا ويقفز قلبه، لقد كان فاروق شوشة صانعا للنجوم، لقد كانت نجومية فاروق شوشة طاغية على عبد الوهاب البياتى حينما التقينا به فى التسعينيات فى مهرجان جرش، وعلمته تجربته الإعلامية أن يقول الشعر دون أن يجرح، فقد كان محكوما بقوانين الإعلام حتى وهو يقول شعرا، وحينما تحدث عن القردة فى أحد قصائده سألته من تقصد فقال ألا تعرف هم منافقو نظام مبارك.