أقامت دار "كريستيز" للمزادات العالمية، مزادًا لبيع مجموعة من الآثار المصرية تحت عنوان "أنتيكات"، وتضمنت هذه المجموعة لوحتين من بورتريهات الفيوم القديمة، وحطمت هذه البورتريهات الأرقام القياسية، وضربت كل التوقعات.
وكانت اللوحة الأولى تصور شكل المرأة من القرن الثانى الميلادى، وقدرت قيمة اللوحة بـ187,500دولار، وكانت هذه المرأة تتميز بتصفيفه شعر مميزة، إضافة إلى ارتدائها بعض من المجوهرات الثمينة.
أما اللوحة الثانية، فكانت لوحة فنية لشاب ملتحٍ، يرجع تاريخها إلى القرن الثانى الميلادى، وقدرت قيمة اللوحة 125.000 دولار، وتوحى هذه اللوحة بأن هذا الشاب مهموم وقد يكون جنديًا له سترة بيضاء واضحة.
وكانت هذه البورتريهات ترسم على قماش الكتان الذى كان يلف به رءوس المومياوات المصرية منذ 2000 عام، ورسمت هذه البورتريهات إبان فترة الوجود الرومانى فى مصر، وتوفر هذه البورتريهات نظرة ثاقبة حول عادات دفن الفترة الرومانية المصرية، وكذلك أسلوبهم واتجاهاتهم منذ القرن الأول إلى الثلاث الميلادى.
فلوحات الفيوم، صورت الأشخاص وهم فى مقتبل العمر وليس فى سن الشيخوخة، وتؤكد الأشعة المقطعية للمومياء أن أعمارهم صغيرة نسبية، وكانت وما زالت لوحات الفيوم تعد مصدر إلهام الفنانين حتى وقتنا هذا.
وأوضحت "دار كريستيز" أن هذه اللوحات رسمت لعدة أهداف، منها تعليقها فى إطارات بمنازل الأشخاص أصحاب البورتريهات، وبعدما يرحلون عن عالمنا توضع اللوحات على قماش الكتان الذى كان يلف على أجسادهم، أو الهدف الثانى عندما يتوفى صاحب البورتريهة كانت تضع صورته على قماش الكتان ليطوفوا به، من خلال مواكب الاحتفالات بالمتوفى قبل مرحلة التحنيط.
جدير بالذكر أن من بين اللوحات الفنية عن بورتريهات الفيوم التى تم بيعها من قبل، لوحة لسيدة بشرتها شاحبة وحواجبها سميكة وعيونها كبيرة وأنف نحيل وفم صغير مع شفاه وردية وشعره أسود طويل، مرتدية سترة بيضا ممزقة، بيعت هذه اللوحة بمبلغ قدره 262.400 دولار بعام 2006، أما البورترية الثانى لشاب ذو شارب ولحية شعره مجعده قصيرة، وعيونه تتطلع مباشرة إلى الأمام يلبس عباءة، وقدرت هذه اللوحة الفنية بـ 116 دولارًا بعام 2000.