قال الدكتور والمفكر السياسى مصطفى الفقى، إن عدم إدراك الطفل العربى بهويته ولغته العربية، هو نتيجة تراجع النظام التعليمى العربى ومصر نموذجا، لأنها أكثر الدولة العربية التى تعانى من تهاون المؤسسة التعليمة فيها، على الرغم من أنها كانت دولة رائدة فيها فكانت السلعة الأساسية التى تصدرها حتى للأشقاء العرب من الثقافة والتعليم، ولكن الآن الأمر تراجع، والسبب، هو أن التعليم العام الذى كان يدرس اللغة العربية لم يعد هو المسيطر، فأصبحنا لدينا تعددية فى الأنظمة التعليمية بشكل مزعج.
جاء ذلك خلال ندوة حول "الثقافة العروبية.. من أين.. وإلى أين؟"، وذلك خلال فعاليات الدورة الـ 35 من معرض الشارقة الدولى للكتاب، والذى افتتحة الشيخ الدكتور سلطان القاسمى، حاكم الشارقة، صباح أمس.
وأشار الدكتور مصطفى الفقى، أن هناك العديد من الأنظمة التعليمية، فهناك التعليم العام والخاص والأجنبى والدينى، وبالتالى لم يعد هناك تركيز على هوية التعليم، فكل أسرة تريد أن تعلم أولادها تعليم جيد فترسلهم للمدارس الأجنبية، وهنا تصبح اللغة العربية بالنسبة لهم لا تعبر عن الرقى، فالرقى لديهم هو التحدث باللغة الإنجليزية أو الفرنسية، وهذا يرجع إلى أننا لم نربط بين التعليم الجيد واللغة العربية.
وأوضح الدكتور مصطفى الفقى، أن فكرة الأمة كانت فى مصر تجعل الكل يتساوى فى التعليم والجندية، فنجد فى الفصل الواحد أولاد الأغنياء والفقراء والمسحيين والمسلمين، وهذه هى البوتقة التى تصنع أمة، ولكنها اندثرت فلم تعد اللغة العربية هى عمود الخيمة، فى حين أنها أحد اللغات الرسمية السبع، كما أن منظمة اليونسكو تحتفى بيوم اللغة العربية، ولكن فى المقابل لم يعد العرب يشعرون أن التعليم باللغة العربية لا يدل على الرقى والتحضر، والسبب هو اكتساح اللغة الإنجليزية لدرجة أنها تفوقت على اللغة الفرنسية لغة الآداب والقانون والفلسفة، كما أن لغة النت الأساسية هى اللغة الإنجليزية، فحسمت الأمر لصالحها، فأصبحت لغة عالمية، أما اللغة العربية فى هذا المضمون لم تجد لها مكانة، والسبب الرئيسى الذى يجب أن نركز عليه، هو تهاون قيمة العملية التعليمية فى العالم العربى والنموذج المصرى يدل على هذا تماما.