عمل طه حسين على الكتابة بأسلوب سهل واضح مع المحافظة على مفردات اللغة وقواعدها، ولقد أثارت آراؤه الكثيرين كما وجهت له العديد من الاتهامات، ولم يبال بهذه الثورة ولا بهذه المعارضات القوية التى تعرض لها ولكن استمر فى دعوته للتجديد والتحديث، فقام بتقديم العديد من الآراء التى تميزت بالجرأة الشديدة والصراحة فقد أخذ على المحيطين به ومن الأسلاف من المفكرين والأدباء طرقهم التقليدية فى تدريس الأدب العربى، وضعف مستوى التدريس فى المدارس الحكومية، ومدرسة القضاء وغيرها.
ودعا عميد الأدب العربى إلى أهمية توضيح النصوص العربية الأدبية للطلاب، هذا بالإضافة لأهمية إعداد المعلمين الذين يقومون بتدريس اللغة العربية، والأدب ليكونا على قدر كبير من التمكن، والثقافة بالإضافة لاتباع المنهج التجديدى، وعدم التمسك بالشكل التقليدى فى التدريس.
من المعارضات المهمة التى واجهها طه حسين فى حياته تلك التى كانت عندما قام بنشر كتابه "الشعر الجاهلى" فقد أثار هذا الكتاب ضجة كبيرة، والكثير من الآراء المعارضة، وهو الأمر الذى توقعه طه حسين، وكان يعلم جيداً ما سوف يحدثه فمما قاله فى بداية كتابه:
طه حسين هذا نحو من البحث عن تاريخ الشعر العربى جديد لم يألفه الناس عندنا من قبل، وأكاد أثق بأن فريقا منهم سيلقونه ساخطين عليه، وبأن فريقا آخر سيزورون عنه ازورارا ولكنى على سخط أولئك وازورار هؤلاء أريد أن أذيع هذا البحث أو بعبارة أصح أريد أن أقيده فقد أذعته قبل اليوم حين تحدثت به إلى طلابى فى الجامعة.
وليس سرًا ما تتحدث به إلى أكثر من مائتين، ولقد اقتنعت بنتائج هذا البحث اقتناعا ما أعرف أنى شعرت بمثله فى تلك المواقف المختلفة التى وقفتها من تاريخ الأدب العربى، وهذا الاقتناع القوى هو الذى يحملنى على تقييد هذا البحث ونشره فى هذه الفصول غير حافل بسخط الساخط ولا مكترث بازورار المزور.
وأنا مطمئن إلى أن هذا البحث وإن أسخط قوما وشق على آخرين فسيرضى هذه الطائفة القليلة من المستنيرين الذين هم فى حقيقة الأمر عدة المستقبل وقوام النهضة الحديثة، وزخر الأدب الجديد.
جدير بالذكر أن طه حسين من مواليد مركز مغاغة محافظة المنيا فى صعيد مصر ولد 15 نوفمبر 1889، وتوفى يوم الأحد 28 أكتوبر 1973م.
وقال عنه عبَّاس محمود العقاد إنه رجل جرىء العقل مفطور على المناجزة، والتحدى فاستطاع بذلك نقل الحراك الثقافى بين القديم والحديث من دائرته الضيقة التى كان عليها إلى مستوى أوسع وأرحب بكثير.
وقال عنه الدكتور إبراهيم مدكور اعتدّ تجربة الرأى وتحكيم العقل استنكر التسليم المطلق ودعا إلى البحث والتحرى بل إلى الشك والمعارضة وأدخل المنهج النقدى فى ميادين لم يكن مسلَّمًا من قبل أن يطبق فيها وأدخل فى الكتابة والتعبير لونًا عذبًا من الأداء الفنى حاكاه فيه كثير من الكُتَّاب وأضحى عميدَ الأدب العربى بغير منازع فى العالم العربى جميعه وأنتج له عملا باسم مسلسل الأيام قام بدور البطولة أحمد زكى.