قرر الكاتب الأميركى جون فرانسيس أن يخوض تجربة فريدة من نوعها وهى أن يمتنع عن الكلام ويلتزم الصمت لمدة 17 عاماً، ليجد نفسه أنه يجيد الإنصات للآخرين حتى أصبح الصمت يمنحه "السلام" مع من حوله.
وقال فرانسيس الذى نشر تجربته فى صحيفة "الجارديان" توقفت عن الكلام فى عيد ميلادى الـ 27 وذلك سنة 1973، إذ وجدت نفسى أجادل طوال الوقت، بعدما شهدت حادثة تسرب النفط فى خليج سان فرانسيسكو العام 1971، تخليت عن استخدام المركبات الآلية، وبدأت الاعتماد على المشى فقط حيثما ذهبت، لأوصل رسالة إلى الناس فى شأن التلوث".
وأضاف "قررت الامتناع عن الكلام لمدة يوم واحد، كنوع من الهدية لمن حولى، رأت صديقتى أن ما فعلته أمر جميل. وعندما استيقظت فى اليوم التالي، لم أكن أرى أى سبب للكلام، لذا لم أتكلَّم، مضيفاً "عندما كان الناس يوجهون حديثهم إليَّ، كنت أشير إلى أنَّنى ملتزمٌ بالصمت. وكانوا يشعرون بسعادة غامرة".
وأشار فرانسيس إلى أنه أكمل تعليمه خلال هذه الفترة وحصل على البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراة فى الدراسات البيئية، بالإضافة إلى تعلمه لغة الإشارة حتى يمكنه التواصل مع الآخرين. وقام بالعزف على آلة "البانجو" حتى عرف باسم "السائر فى الكوكب".
وحالياً، يقوم الكاتب بالتدريس فى المدارس وإلقاء المحاضرات حول العالم، وبدأ باستخدام السيارات مرة أخرى فى 1995 بعدما أدرك أن المشى أصبح كالسجن بالنسبة له، وتابع فرانسيس: "ما زلت أمارس الامتناع عن الكلام كل صباح، وأحياناً لا أتكلم لأيام عدة متواصلة، وهذا يذكرنى بضرورة الإنصات، من دون الحكم على ما أظن أنى أسمعه بل أن أفهم حقاً ما يقوله الناس".