صدر حديثا عن دار غراب للنشر والتوزيع، مجموعة قصصية بعنوان "تابوت العهد"، للكاتبة منال عبد الحميد.
ومن أجواء المجموعة، قصة "الموت الكبير": "وأسفل السحابة التى جللت الأرض بما يشبه وشاح من دخان تغطى سطح الأرض بأشياء ساكنة هامدة لا حصر لها.. كانت الأشياء الممددة هنا وهناك، وفى كل ركن، وفوق كل سفح وكل تلة، وتلك التى تطفو على سطح المياه الداكنة، مياه البحار والمحيطات وكل نوع من المسطحات المائية، أو التى غلبها ثقل وزنها فغاصت فى الأعماق واستقرت كصخرة عملاقة على رمال القاع السوداء، لعدم نفاذ الضوء إلى تلك الأعماق البعيدة، كانت كلها لكائنات حية.. أو لكائنات كانت حية منذ أيام أو ربما ساعات.. كانت تلك الميتات تنتمى لكل الفصائل الحيوانية المعروفة، طيور وزواحف، كائنات رخوة وفقاريات ومدرعات مخيفة هائلة الجرم، وحتى الحشرات تساقطت ميتة هنا بأعداد مهولة.. الموت فى كل مكان.. والحياة خجلة تتوارى بعيدا تاركة أخاها الأكبر، وليس عدوها، الموت ينشر ظله هنا ويفرض سطوته.. موت فى كل صوب وأغلب أنواع وأجناس المخلوقات قد بادت أو كادت!.. موت عظيم وانقراض هائل وفناء شامل.. التعفن والتحلل يزحفان على الأرض والصمت يجلل كل شىء!"..