قال الكاتب والروائى عمار على حسن، إن ثورة يناير تمثل بالنسبة له رغبة أمة عظيمة فى حياة تستحقها، مؤكدًا أنه شارك فى هذه الثورة منذ ساعتها الأولى، بل إنه كان من بين مائتى مثقف وسياسى مصرى وقعوا على بيان يطالب مبارك بالرحيل سنة 2004، وانضم بعدها إلى "كفاية" و"الجمعية الوطنية للتغيير".
وأضاف عمار على حسن، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أنه سجل تجربته عن ثورة يناير فى كتابه "عشت ما جرى" كما كتب رواية مشهدية عنها بعنوان "سقوط الصمت"، قائلا "الشعب المصرى هو بطل هذه الثورة، والشهداء الأبرار هم أنبل من فيها وما فيها، ودماؤهم لن تذهب سدى مهما طال الزمن".
وتابع "لا يمكن أن نضع حداً نهائياً لحساب المكسب والخسارة فى ثورة يناير بعد سنوات خمس فقط من اندلاعها، وليس بوسع أحد أن يقول الآن: هذا خسر خسارة نهائية، وذاك ربح وانتهى الأمر، فقوس الثورة الأول قد فُتح فى 25 يناير 2011، لكن قوسها الثانى لم يغلق بعد، وهذا ما علمتنا إياه تجارب أمم أخرى عرفت ثورات كبرى، وتم الارتداد عليها، ولعنها ونعتها بالمؤامرة، وتحميلها مسؤولية الفوضى والخراب، مع أن النظم التى قامت عليها هذه الثورات هى التى كانت تؤسس لتلك الفوضى وهذا الخراب، ثم بانت للناس الحقيقة، وعاد إليهم الوعى، فرجعوا يؤمنون بأنْ لا فكاك من التغيير إلى الأفضل، وبالتالى تغيرت الموازين، واختلفت المقامات، وثورة يناير ليست استثناءً من هذا، والأيام بيننا".
واعتبر "عمار" أن أهم إنجازات الثورة حتى الآن هى عودة الشعب المصرى إلى المشهد بعد تغيبه، وانكشاف التيار الدينى الذى يستغل الإسلام فى تحصيل السلطة والثروة، واتساع وتعميق الثقافة السياسية للجيل الجديد، وقال "ثمار هذا سنجنيها فيما بعد".
وقال "لو آمن من بيدهم السلطة بأن المصريين قد كسروا حاجز الخوف إلى الأبد، وأن أقصر الطرق وأكثرها أمنا للحفاظ على الدولة هو الإيمان بالثورة وتحقيق مطالبها، لقطعنا ثلاثة أرباع طريق الخروج من مأزقنا الراهن".
وأكد أن السلطة الذكية هى التى تدع المستقبل يولد على أكف الحاضر من دون عنت ولا عناء، أما الغبية فتتباطأ وتراوغ وتتجبر، وتعاند التاريخ، وتتجاهل رغبة الناس فى التغيير إلى الأفضل، حتى يؤخذ منها كل شىء عنوة، فتنقضى وتسقط وتدوسها أقدام الزاحفين إلى الخلاص.