"125 عاما من نشر المعرفة وإشاعة التنوير وإضاءة العقول، مئات من المبدعين والكتاب، آلاف من الكتب مئات من السلاسل، تاريخ مجيد وماض زاخر لم يسجل كله ولم يتم توثيقه على كل جوانبه حتى اللحظة".. بتلك الكلمات تباهى الكاتب الصحفى إيهاب الملاح، بدار المعارف بمناسبة مرور أكثر قرن وربع قرن من الزمان عليها كأول دار نشر عربى.
ويوثق الكاتب تاريخ دار المعارف منذ تأسيسها 1890، حتى تأميمها عام 1963، على يد اللبنانى نجيب ميترى ويتوقف الكاتب تفصيلاً، عند شخصيتين لعبتا أهم الأدوار فى تاريخ الدار، وساهما بقوة فى ترسيخ مكانتها واتساع نشاطها، وهما شفيق نجيب مترى (1904-1994)، والذى وصف عصره بالعصر الذهبى للدار، والسورى عادل الغضبان (1908-1972)، الذى يمكن عده أحد أوائل المشتغلين بمهنة تحرير الكتب فى تاريخنا الأدبى المعاصر، بحسب تعبير الكاتب.
الكاتب أيضًا تحدث عن السلاسل الثقافية للدار، والتى وصفها بـ"سلاسل من ذهب"، ومنها سلسلة "اقرأ" والتى تعتبر أقدم وأعرق سلسلة ثقافية عربية، والتى كتب فيها مجموعة من قامات الثقافية العربية، مثل عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين والكاتب الكبير عباس محمود العقاد، وأيضا سلسلة "ذخائر العرب"، والتى قامت بنشر كتب التراث العربى، وسلسلة "نوابغ الفكر العربى" والتى اهتمت بالشعراء والفلاسفة وتناولت أعلام اللغة والتاريخ.
الكاتب أيضا تباهى بكتاب الدار العظماء فذكر الدكتور طه حسين والذى أكد أن الدار احتضنته وزهت به، وحرصت كل الحرص على اتصاله بها، ونشرت كل أعماله بداية من ثلاثينيات القرن الماضى، وحتى وفاته عام 1973.
ومن الكتاب أيضا الذين وصفهم المؤلف بالنجوم التى تألقت فى دار المعارف، الكاتب الراحل محمد حسين هيكل، وعباس محمود العقاد، وسهير القلماوى، وعائشة عبد الرحمن، وشوقى ضيف.
"الملاح" تحدث أيضًا عن مجلة أكتوبر والتى أصدرها الرئيس الراحل أنور السادات عان 1976 على أن يرأس تحريرها الكاتب الصحفى الكبير أنيس منصور، وأكد أنه بمجرد إنشائها أحدثت تحولاً جذريًا فى مسيرة المؤسسة العريقة، فبعد نشاط ثقافى كبير، تحولت للنشاط الصحفى، وأصدرت المجلات الصحفية.
ونحو آفاق جديدة للمستقبل، وحول الخطوات الجادة التى تتخذها إدارة المؤسسة لمواكبة العصر، ومواجهة الأزمات التى تواجه معظم المؤسسات الصحفية فى مصر، أعلن "الملاح" عن توقيع بروتوكول تعاون مشترك لمدة 5 سنوات بين الدار والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الإماراتى، وذلك فى إطار طموحات المؤسسة لاقتحام عالم النشر الإلكترونى، وذلك بإنشاء مركز زايد للنشر، ليكون نافذة للنشر الإلكترونى ولتكون ثورة فكرية، على حد تعبيره.
كما أكد الكاتب أن الإدارة وافقت على إطلاق بوابتى "أكتوبر" و"دار المعارف" الإلكترونيتين، والذى أكد أنهما سيمثلان دفعة وإضافة هائلة لمسيرة الصحافة والنشر فى مصر.