علينا أن نستفيد جيدًا من الظرف الذى صنع هذا التقارب الزمنى فى الاحتفال بميلاد النبى محمد والمسيح عليهما السلام، فقد كتب الله للمسلمين والمسيحيين أن يحتفلا بأعياد النبيين فى جو يسوده السلام والاطمئنان والمحبة للآخر وتقديم التهانى لبعضهما البعض، وصد أى محاولة لتعكير صفو هذه الاحتفالية والتى يروجها البعض لشق الصف الوطنى وإثارة الفتنة الطائفية من جديد، وبهذه المناسبة التى يحتفل بها المصريون هناك كتب تدعو إلى التسامح والوحدة الوطنية والمحبة بين المصريين مع اختلاف أديانهم ومذاهبهم.
«معًا على الطريق.. محمد والمسيح»
لكاتبه الراحل خالد محمد خالد الذى يوضح أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم جاء إلى الدنيا امتدادًا للمسيح "عيسى" عليه السلام، وأن النور الذى أتى به ينبع من مشكاة واحدة.
ويلخص المؤلف فكرة كتابه بتصديره حديث النبى صلى الله عليه وسلم (أنا أولى الناسِ بِعِيسَى ابنِ مريمَ فى الدنيا والآخرة ليس بَيْنِى وبينَهُ نَبِيٌّ، والأنْبياءُ أوْلادُ عَلَّاتٍ؛ أُمَّهاتُهُمْ شَتَّى، ودِينُهُمْ واحِدٌ) مركزًا على الشطر الأخير وهو «والأنْبياءُ أوْلادُ عَلَّاتٍ؛ أُمَّهاتُهُمْ شَتَّى، ودِينُهُمْ واحِدٌ».
ويوضح فى كتابه أن فى طريق كل من "المسيح" والنبى محمد أغراضًا وأهدافًا سعيًا لتحقيقها، ولم يكن ما سعيا إليه مجرد شعائر ومناسك وعبادات؛ فكانت رسالتهما الأكبر هى إنهاض الإنسان.
كتاب "مسيحى - مسلم دوت كوم"
لكاتبه محمد بركة والذى أكد الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين والمواقف التاريخية التى وقفا جنبًا إلى جنب ضد الاستعمار وهى عندما وقعت مذبحة "نجع حمادى" وراح ضحيتها عدد من الإخوة الأقباط وهم يحتفلون بعيد الميلاد، شعر مثل أى مصرى يحاول أن يحب بلاده، ومثل كل مسلم يحاول أن يفهم شيئًا فى دينه، بالغضب والخطر معًا، حيث إن البلد الذى عرف قبل (80) عامًا مثل حالة مدهشة من التعدد والتنوع فى الجنس والعرق والدين، وضم بين مواطنيه يهودًا ومسيحيين ومسلمين ومصريين وأتراكًا وطليان ويونان وأرمن.. إلخ، ورفع شعار "عاش الهلال مع الصليب" فى ثورة 1919، وفوَّت بذكاء شديد الفرصة على الاحتلال الإنجليزى أن يعزف على وتر المسألة القبطية.
" مسيحيون ومسلمون.. إخوة أمام الله"
كتاب فرنسى تم ترجمته إلى العربية لكاتبه الأب كريستيان فان والذى يؤرخ فيه إن العلاقات الإسلامية – المسيحية، توجد دائمًا تحت سياق تاريخى واجتماعى فى آن واحد. فهو تاريخى لأن الجميع يحملون إرثا ثقافيا ودينيا يؤثر بعمق على نظرة بعضهما لبعض، خاصة أن هذا الإرث بالغ التعقيد بين المسلمين والمسيحيين. وهو اجتماعى لأن السلوك والعلاقات بين البشر مختلفى الأديان تخضع بقدر كبير لردود أفعال الجماعات سواء على المستوى العالمى أو داخل كل بلد.
ويوضح الكاتب أن المسلمين والمسيحيين هم قبل كل شىء مؤمنون بالله، ووحدة الإيمان بالله تسمح بلقاء بيننا بوصفنا مؤمنين، ويسمح لنا أن نكون سويًا "معًا أمام الله" وهذا يتضمن أن نعطى الأولوية فى هذا اللقاء لله، وأن نعترف بصورة أو بأخرى بأن الله هو الذى وضعنا معًا، وجعلنا نلتقي.
"الوحدة الوطنية نعم أم لا"
لكاتبه الدكتور رفعت السعيد، وهى محاولة لإيقاظ العقل وتنشيط الضمير، وإحياء مصرية المصريين التى تخلى عنها الكثيرون بسبب انتشار قوى الظلام، وما ترسَّب فى عقولهم من التعليم والإعلام ونعيق البوم المتعصب عن أجمل ما فى مصريتهم، وهى الفهم السمح للدين والتدين، هذا الفهم الذى تجلَّى بين بطريرك الأقباط وشيوخ الأزهر خلال الثورة العرابية، ثم بين المسلمين والمسيحيين خلال ثورة 1919، واستمر على طول الزمان ولا يبقى أمامنا الآن إلا أن نواصل ونتحدى السائد والمألوف؛ لأن السائد مزيَّف والمألوف غير صحيح؛ فندحض الفكر الظلامي، ونمزِّق الغشاوة عن أعين وعقول الكثيرين، وأن نتوحَّد ونعمل ونطالب بتغيير الممارسات الخاطئة، والتعليم غير المتوازن وغير المتعقل، والإعلام غير الذكى، والفضائيات المسمومة، وليس من هدف لكل ذلك سوى "مصر".. "مصر" التى تجعل الكاتب يواصل الكتابة من أجلها كلها بمسلميها وأقباطها. فالمجتمع الذى يقبل التمييز بسبب الدين، سيقبل بالقطع التمييز بسبب الاختلاف فى الرأى أو الموقف أو الجنس.
كتاب«المسلمون والأقباط فى إطار الجماعة الوطنية»
لكاتبه الدكتور طارق البشرى الذى صدر فى سنة 1981، ويكشف الكتاب صور التوحد بأشكالها المختلفة، بقدر ما يستبقون قوة تماسكهم، وإدراكهم لتميزهم تجاه الطامعين فيهم، وكانت التجربة التاريخية فى ثورة 1919 التى تثير الاعتزاز فى اتحاد وترابط المصريين فى مواجهة الاحتلال الأجنبى، وانتشرت بعض الدارسات التفصيلية عن علاقة المسلمين والمسيحيين فى ذلك الأمر وقتها.