أكد الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية، أن كتاب "معالم فى الطريق" لسيد قطب، يحمل بين جنباته وعبر سطوره "نظرية عنصرية للإسلام"، مشيرًا من خلال بحثه الذى شارك به فى ندوة عقدت مؤخرًا بالعاصمة المغربية الرباط تحت عنوان "فى نقض أسس التطرف ومقولاته"، إلى العديد من الأسس التى قام عليها هذا الكتاب، ومنها الرفض الكلى لكل ما هو آت من الغرب من قيم بدلا من غربلتها وإعمال العقل فيها.
وأضاف "عزب" خلال الندوة التى عقدتها مكتبة الإسكندرية مؤخرًا فى مقر "الرابطة المحمدية للعلماء" فى الرباط أن أتباع سيد قطب أمنوا إيمانًا مفرطًا به كمفكر، وهذا هو ما أخفى أعينهم عن كثير من العيوب التى كان من الممكن أن تظهر لهم لولا هذا الإيمان، ما يجعل إدراك هذه العيوب فى الأوساط التـى يسودها الإيمان بهذا النص وصاحبه مخاطرة لا تحمد عقباها.
وأوضح أن سيد قطب يجعل فى كتابه "معالم فى الطريق" الجاهلية جاهلية موضوعية، بحيث إن كل من لا يتبع جماعته، خارج من الإسلام إلى الجاهلية، وبالتالى هناك جاهلية فى كل زمان وفى كل الأرض، ومن هنا، فإن قتال كل من على الأرض خارج إطار هذه الجماعة واجب، وهو ما يتناقض مع صحيح الإسلام.
وتابع عزب أن سيد قطب خرج عما أجمع عليه علماء المسلمين ومؤرخوهم وفلاسفتهم، إذ أن توسيع مفهوم الجاهلية يتناقض حتى مع ما قام به الصحابة الذين فتحوا مصر وشمال أفريقيا ووسط آسيا فى عصور عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان والدولة الأموية، فلم يذلوا أهلها لأنهم غير مسلمين ولم يجبروا أحدًا على اعتناق الإسلام وكان الإقناع سبيلهم لأن هدف الجهاد كان هو التخلية بين هذه المجتمعات ودعاة الإسلام كى ينشروا الإسلام، فإذا لم يؤمن هؤلاء فلا يجبر أى منهم على الإسلام، وأقوى الأدلة على ذلك تعدد الأديان لدى سكان العراق من صابئة وآشوريين وكذلك فى بلاد الشام وهى من أوائل البلاد التـى فتحها جيل الصحابة والتابعين، ولم نر أى فقيه مسلم حتى ابن تيمية الذى عاش فى بلاد الشام والذى يعد مرجعًا للعديد من التيارات الإسلامية المحافظة، لا نراه يذكر مصطلح الجاهلية فى كتاباته، بل نراه يذهب إلى المحاججة والمناظرة.