تمر اليوم الذكرى الخامسة لرحيل الكاتب الساخر جلال عامر الذى توفى 9فبراير 2012، وها هى ابنته ريهام تتحدث عن الفراق وأثره ووجعه.
كتبت ريهام على صفحتها الخاصة على موقع التواصل الالجتماعى "فيس بوك" تقول "المسكوت عنه فى غياهب الفقد عن اليوم ٨٢٧ بعد الألف... ساعات قليلة تفصلنى عن الذكرى الخامسة لرحيل أبى... ١٢ فبراير ٢٠١٢ اليوم الذى انقلبت فيه حياتى وتبدلت لأدخل دهاليز الفقد... للفقد تبعات شديدة القسوة لا يعرفها إلا من عاشها، ومسكوت عنها لأنها أشبه بالوحش الكاسر الذى لا مفر من مقابلته فيتركك من سبقوك إلى دهاليزه لتلقى مصيرك وحدك دون أن يجرأ أحد على تحذيرك"
وتابعت ريهام "أسوأ ما فى الفقد أن الآخرين يتخيلون أن الزمن يجعلك تنسى أحباءك أو يخمد نار الشوق داخلك أو يتعامل معاك أحدهم أن الأمر عادى أو أصبح عادي!! فتتولد داخلك رغبة فى أن تصفعهم ألف مرة ليعلموا أن من رحلوا أغلى كثيرا من أن يقتل الزمن حبهم وأهميتهم... يعلمك الفقد أن تبتسم بينما روحك تنزف ويعلمك كيف تتعايش بقلب مكسور وأحيانا ما يدفعك الفقد للجنون فتفقد اتزانك رغما عنك... اتذكر يوم ألقيت على طلابى أول محاضرة لى عن أداب وثقافات البحر المتوسط الموضوع الذى لطالما احتل مساحات كبيرة من حوارتى مع أبى.. فبكيت قبل الدخول لقاعة المحاضرة متذكرة صوت أبى وما علمه لى ثم دخلت لألقى المحاضرة عن أبي!! وهو ما تلقاه طلابى بالصدمة فى البداية قبل أن يتعاطفوا مع استاذتهم التى تعانى تبعات او بالأحرى جنون الفقد"
وتضيف ريهام عامر "خمس سنوات كاملة ١٨٢٧ يوم صارعت خلالها الفقد وصارع معى وجعل احيانا اقصى طموحاتى وانجازاتى أن اقوى على الاستيقاظ والذهاب للعمل ولكن لم يغب صوتك أو حضورك فى قلبى ثانية واحدة... حضور طاغى رغم الغياب.. حتى تعلمت اخيرا أن أسمى وأقصى ما أقدمه لك يا غالى هو أن أنجح وأصمد لتكون فخورا بى كعادتك يوم نلتقى مرة أخرى... أحبك جدا جدا وستظل الأغلى فى قلبى ولن تغيب ابدا إلى أن نلتقي... ربنا يرحمك ويصبرنا على فراقك ويمنحنا قوة تحمل تبعات الفقد".