الإثنين 2024-12-23
القاهره 08:55 م
الإثنين 2024-12-23
القاهره 08:55 م
ثقافة
خالد حافظ يكتب: حياه فى التفكيك .. نصوص فاروق حسنى المتقاطعة
الثلاثاء، 14 فبراير 2017 07:14 م
عندما اصطلح الفيلسوف المصرى الأمريكى إيهاب حسن مصطلحا أسماه "مابعد الحداثة" فى منتصف ستينيات القرن المنصرم لوصف منهجا نقديا يمكن استخدامه فى تحليل اللغة واللفظ وعلاقتهما بالفكرة، لم نكن لندر مرونة المصطلح وامتداده وصلاحيته معا لوصف مناهج التفكير لإبداع العمارة والفنون والفلسفة وعلوم الإدارة وغيرها، وارتباط ذلك المصطلح الغنى بما تأتى بعده من منهج التفكير التحليلى المسمى بالتفكيكية. يمكننا اليوم قراءة واستقراء أعمال فاروق حسنى من مرئيات إيهاب حسن فى وصف العملية الإبداعية. فى كتابه الذى يتخطى تحديات الزمن "تفكيك أوصال أورفيوس : نحو أدب مابعد بنيوى / حداثى" يرى إيهاب حسن، أن الطرح اللفظى يصبح جاذبا للتحليل إن احتمل عدة بدائل خاصة إن تحرر من القوالب الشكلية التقليدية المتوقعة، من هذا المنطلق يمكننا الدخول فورا فى عمق أعمال لوحة فاروق حسنى المتحررة من انضباط الخطوط وهندستها المتوقعة لينغمس المتلقى فى مساحات لونية بها أبجديات وخطوط تبدو مفككة شكلا —وصفها حسن بالأناركية— لكنها محكومة بقانون ما، مرن وغير صارم يدعم مساحات الحرية وعدم الارتباط بقوالب تحمل اللوحة دوما ثقلا يتخطى فعل التصوير. لا نرى التشخيص بمفاهيمه المتعارف عليها تصويريا فى أعمال فاروق حسنى، لكن داخل المساحات اللونية هناك نرى عناصر من الخط تسطر عناصر تشعر المتلقى بأبجدية ما — هى اللفظ عند إيهاب حسن— ذلك اللفظ الحامل للمعنى وتضاده حين ما، واللاعب العابث بالنغمة الصوتية البصرية حين آخر. يمكننا هنا الجوء إلى فيلسوف التفكيك الأول الفرنسى جاك دريدا وهو الذى طرح أولا فكرة علاقة اللفظ ومعناه، واللذين يصطدمان أحيانا ويتوافقان أحيانا فى علاقات غير قابلة للتوقع فى أغلب الأحيان. يقودنا فاروق حسنى بنعومة وتوتر معا فى مساحات التضاد والمعان المتقاطعة غير المتوقعة، المتحررة من قيود البناء وصرامة الهندسة، وتؤكد لنا الفيلسوفة الأمريكية أميلى رورتى تلك الرؤية فى المعنى اللغوى، اللغوى البصرى عند حسنى، بأن قوة المعنى لا تتأتى بالانغماس فى اللفظ بل بوصف شعور أو فكرة أو شىء ما. لا يترك لنا فاروق حسنى فرصة واحدة للتشتت الذهنى، بل يصطحب المتلقى فى شراكة صريحة لفعل بناء اللوحة الذهنية شديدة الخصوصية لكل متلق على حدة، فى عملية يمتزج فيها الجدية بالاستمتاع من طرف صانع اللوحة، حيث يبنى الفنان ومتلقيه العمل كأحجية يحكمها قانون لحظى غير قابل للتكرار.
فاروق حسنى
الفن التشكيلى
اخبار الثقافه
خالد حافظ
الاكثر مشاهده
"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة
شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه
الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة
رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى
جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية
الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"
"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة
شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه
الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة
رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى
;