قال الدكتور هاشم توفيق، أستاذ ورئيس قسم علوم المسرح بجامعة حلوان، إن تفكير نجيب محفوظ كان متطورًا جدًا لدرجة لم يصل إليها فهم وعقل المصريين فى وقته.
وأضاف هاشم توفيق، أن أم نجيب محفوظ لعبت دورًا مهمًا فى تربيته وهى التى كونت شخصيته، حيث إنها كانت تزور الآثار الفرعونية والإسلامية والمسيحية ما أنشأ عند نجيب محفوظ مبدأ التسامح الذى هو مبدأ أساسى لليبرالية".
وفى ندوة "نجيب محفوظ مثقف ليبرالى" بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 47 اعتبر أن بذرة الليبرالية عند نجيب محفوظ تكمن فى أنه يعطى للقارئ حرية فهم ما يكتبه ليشاركه فى الإبداع، مضيفًا أن المعرفة إذا لم يحدث فيها انسجام فى الأفكار لن ينتج عنها أى إبداع.
وأضاف "توفيق" أن أول ظهور لليبرالية عند محفوظ هو هجومه على السيد عبد الجواد والتمرد على المجتمع الأبوى، وثانيها فصل السلطة السياسية عن الدينية لكى يتحقق مبدأ التسامح الذى يعد القاعدة الأساسية لمفهوم الليبرالية، ونجيب محفوظ كان فى رواياته ليبرالياً حتى وإن كانت بعض الروايات قد اتسمت بالطابع القديم.
ومن جانبه قال الناقد والمترجم محمد عبد النبى إنه، من اللطيف الاحتفال بمرور عشر سنوات عن رحيل نجيب محفوظ، وتابع "عبد النبى" يجب التعامل مع المبدع والحكم عليه من خلال أعماله، وليس من خلال آرائه الشخصية وشخصيته، مضيفًا أن هناك كتبًا كثيرة صدرت تناولت أعمال نجيب محفوظ ككاتب ليبرالى.
وعلق "عبد النبى" على اتهام نجيب محفوظ بالإلحاد والكفر والتعدى على الذات الإلهية قائلاً: إن سبب ذلك هو تكوين نية مسبقة أو وجهة نظر دون الاستناد لبراهين واضحة فيجعل الناس يخرجون من النص الأدبى غير مستفيدين منه لأنهم قد بنوا وجهة نظر مسبقة.
واختتم الكاتب والناقد محمد عبد النبى قائلاً إن محفوظ قدوة وأن قوى العالم أجمع لن تستطيع إخفاء روايات محفوظ وأن نقاد العالم أجمع لن يستطيعوا أن يجعلوا من الأقزام عمالقة أو من العمالقة أقزامًا.