قدم ممثلون من مسرح غلوب شكسبير مسرحية هاملت أمام نحو 300 لاجئ عالقين فى كاليه الفرنسية داخل مخيمهم المعروف باسم "الغابة"، وذلك لمد اللاجئين بشحنات إيجابية من التفاؤل ومساعدتهم على التأقلم مع حياتهم الجديدة وتحمل صعوباتها.
ونقلت صحيفة "الجارديان" عن الكاتب المسرحى البريطانى "جو مرفي" قوله إن "هناك الكثير من الشباب الذين لا يرافقهم أحد، ونرى فتيانًا يخوضون أكبر صراع فى حياتهم، فينهارون نفسيًا وجسديًا، ويفقدون عقولهم.. إنها لمأساة بحد ذاتها أن نتفرج على ذلك"، إن مسرحية هاملت كانت المسرحية المثلى لتجسيدها أمام اللاجئين والتى تروى قصة شاب يشعر بالكآبة والإحباط، بين الحياة والموت، لا يعرف ما يريد، ويكافح لاتخاذ قراراته" وأن "تلك القصة ستخاطب آلافًا هنا فى وضع مماثل تمامًا لوضع هاملت".
وقال دومنيك درومجول، المدير الفنى لمسرح غلوب شكسبير، إن تقديم عروض فى مخيمات اللاجئين لم يكن ضمن الخطة الأصلية، لكن حجم المأساة التى يعيشها اللاجئون يتطلب ردًا مهمًا كان صغيرًا، وإنه "لامتياز أن نمثل أمام مهجّرين فى كاليه، فنحن بصفتنا فرقة مسرحية، ليست لدينا سوى التفاتة واحدة، وهى تقديم عرض، نأمل بأن يخاطب روح الإنسان فى أعظم لحظاتها وأحلكها".
وأوضح "دومنيك" أن المخرج والممثل السورى نوار بلبل بدأ بروفات مشروعه المسرحى الجديد "سفينة الحب"، وهذا هو مشروعه الثالث مع اللاجئين السوريين فى الأردن، بعد عرض "شكسبير فى الزعترى"، وكان ثمرة عمل مع أطفال مخيم الزعترى، مخيم اللاجئين السوريين الأكثر شهرة، والأكثر بؤساً، تلاها العرض المسرحى "روميو وجولييت"، الذى قدم فى آن واحد فى عمان وفى «حى الوعر» المحاصر فى مدينة حمص السورية.
كما نقلت القدس العربى عن المخرج السورى أن حكاية فرقة مسرحية سورية شتتها الحرب وبددت أعضاءها كل فى مكان، وتحول بعضهم إلى معتقل أو جريح، وها هم الآن يحاولون جمع شتات فرقتهم فى مركب بحرى لخوض رحلة السفر إلى بر الأمان، فى رحلة خطرة براً وبحراً، أسوة بآلاف السوريين الذين عبروا إلى أوروبا، والفرقة التى تجتمع بعد خمس سنوات ستكتشف مآسى أفرادها، فهذا معتقل، وهذا جريح، وتلك مغتصبة، وذاك عاش رحلة نزوح مضنية. على المركب ستختلط قصص هؤلاء وتجاربهم الشخصية بحكايات وشخصيات مسرحية يحاولون استعادتها، على سطح المركب، الذى يشكل نوعاً من خشبة مسرحية تنقسم إلى ممثلين وجمهور.
ولفت المخرج إلى أن المجموعة تحاول أن تروى تفاصيل مآسى السوريين أثناء الهروب، بدءاً من مشكلتهم مع المهربين، حيث يهرب الرجل الذى يفترض أن يقود المركب، فيتبرع أحدهم للقيام بذلك. يمر المركب بمحطات عديدة، وسيكون مروره على كل بلد فرصة لاستذكار واستحضار شخصية مسرحية مشهورة، قد تلتقى بحكاية شخصية لأحد الممثلين، سيروى عبرها الممثل، جريحاً كان أم معتقلاً مأساته الشخصية محمولة على شخصية أدبية، مسرحية مشهورة.
وبدورهم قامت لاجئات سوريات يعرضن فى بيروت مسرحية تُوثِق قصص هجرة أُسرهن وقالت واحدة من الممثلات تدعى وسام السكرى إن زوجها قطع رحلة إلى أوروبا مثل كثير من اللاجئين السوريين خلال العام المنقضى خمس محاولات ليقدر يوصل وبعد 33 يوم وصل على ألمانيا وسافر زوج وسام إلى ألمانيا منذ شهور بينما لا تزال هى وابنتاها فى لبنان، وتلك المشاهد التى قدمتها نساء على مسرح ببيروت جاءت فى مسرحية رحلات برية التى تُعرض فى إطار مشروع مدته ستة أسابيع تنظمه الممثلة البريطانية العراقية دينا الموسوى والذى يركز المشروع على الرحلة الموعودة إلى أوروبا.
وقالت إحدى الممثلات فى المسرحية وتدعى منى فتالة إنها لا تعرف متى سيتسنى لها العودة للوطن، مضيفة: "نحن مثل أغلب الناس اللى جاء لهون. إنه كم شهر راجعين وشهر يجر شهر وقعدنا سنة وسنتين وتلاتة وحتى الآن فيه أمل إنه نرجع بس الأوضاع عم تزداد سوء يعنى ورجعة ما فيه. بنعانى كتير قصص يعنى من وقت إجينا كان فى البداية مش متوقعين إنه رح ننجر وراء قصص المعيشة وغلاء الأسعار. وتفاجئنا بكل شيء. يعنى فرق العملة صار يلعب دور. ولقينا الناس يعنى شوية كانت مو مرحبة فينا كثير يعني".