قال الشاعر وائل السمرى، نائب رئيس تحرير جريدة انفراد، فى المؤتمر الذى عقده بعض المثقفين تضامنا مع الروائى أحمد ناجى فى مقر دار ميريت بوسط البلد، إن المتأمل لوضع الحريات فى مصر سيجد أنه ينحدر بشكل كبير، مؤكدا أن وضع الثقافة قبل ثورتى 25 يناير و30 يونيو أفضل بكثير مما بعدهما، وضرب مثلا على هذا قائلا: إذا تذكرنا أكبر أزمات الحرية فى عصر مبارك سنجد أنها تتجسد فى أزمة رواية "وليمة لأعشاب البحر للروائى السورى حيدر حيدر، وأزمة الروايات الثلاثة، وكان سبب هجوم بعض الإسلاميين على هذه الروايات هو أنها طبعت فى مطابع الحكومة وتم نشرها حسبما كانوا يقولون بـ "أموال الشعب" برغم أن الشعب لا يوافق عليها زاعمين أنها تخالف الثوابت الأخلاقية للشعب المصري، لكن اللافت هنا أن هذه الرواية نشرت فى دار نشر خاصة ولم يفرضها أحد على الشعب، وحينما نشر جزء منها فى أخبار الأدب لم يتعد الصفحة أو الصفحتين فلماذا كل هذا التعسف معها.
وأضاف السمرى فى كلمته: كفى بنا عبثا أن يتم الحكم على شاب روائى بالسجن سنتين لأنه قال "كلمتين" مؤكدا أنه قد يختلف البعض مع الضرورة الفنية التى جعلت ناجى يذكر هذه الكلمات أو يختلف لكن الذى يبقى هو أن هذه الرواية التى نشر جزء منها عمل فنى وأدبي، ولو كان هنا ضرورة لمحاكمة أحد فليحاكم المشرعون أبطال الرواية وليس ناجي، وقال السمرى إنه من العبث أيضا أن نحاكم رواية لا يتعدى عدد نسخها الألف نسخة لأن بها "لفظين" على غير هوى البعض فى حين أن فضائياتنا التى يشاهدها الملايين تذيع كل يوم سبابا وألفاظا خارجة ولا يحاسب أحد عليها.
وشدد السمرى على ضرورة الوقوف بشدة تجاه قمع الحريات فى مصر خاصة حرية الفكر والتعبير وإلغاء كل العقوبات السالبة للحرية فى هذا المجال معلننا تضامنه مع أى فكرة تسهم فى الدفاع عن حرية الفكر والتعبير أو الإفراج عن ناجي، بداية من الوقفات الاحتجاجية على القوانين السالبة للحرية فيما يتعلق بحرية الفكرة والإبداع وحتى مقابلة النائب العام والمطالبة بالإفراج عن الأديب، وحتى لو اضطرنا الأمر إلى إعلان مصر بلا إبداع، وتسويد أعمدة الرأى فى الصحف والمجلات، وقال السمرى المحاكمة بناء على ما يورد فى الأعمال الأدبية من ألفاظ ستودى بها إلى الجحيم، والكثير من عيون الأدب العالمى يحتوى على ألفاظ يراها البعض خارجة ويراها الأدباء "واجبة" كما أن هناك العديد من الكتب الدينية الإسلامية تحتوى الكثير من الألفاظ التى لو سمعناها اليوم لاعتبرناها خارجة، فهل نحاكم الأدب أم نحاكم التاريخ أم نحاكم الدين؟