فى 25 نوفمبر 885 ميلادية قامت قبائل الفايكنج الشهيرة بمحاصرة باريس واستمر ذلك الحصار حتى أكتوبر 886م مما يدفعنا لسؤال مهم من هم الفايكنج؟
والفايكنج قوم اشتهروا بركوب البحر والقرصنة، وظهروا وسيطروا على شمالى أوروبا فى القرون الوسطى، كما أنهم جالوا فى المحيط الأطلسى ووصلوا إلى أمريكا قبل أن يصلها كريستوفر كولمبوس.
عاش الفايكنج بالتحديد فى بلاد إسكندينافيا (السويد، النرويج، الدنمارك) ومن هناك غزوا أجزاء من إنجلترا وفرنسا، وألمانيا، وأيرلندا، وإيطاليا، وروسيا، وأسبانيا، ووصلت سفنهم حتى جزيرتى جرينلاند وآيسلندا".
انقسم مجتمعهم إلى ثلاث طبقات، الطبقة الأولى طبقة النبلاء وهم الملوك والأسياد والأثرياء، والطبـقة الثانية الأحرار وهم الزراع والتـجار وموظفـو الدولة، والطبقة الثالثـة والأخيرة هى طبقة العبيد ومعظمهم أسرى حرب.
عمل معظم الفايكنج بالزراعة وتربية الماشية، كما عمل بعضهم بصيد السمك أو ببناء السفن، وبعضهم الآخر بالتجارة، وهؤلاء هم الذين جابوا البحار طلبًا للتجارة.
كان الفايكنج يدفنون موتاهم فى سفن اعتقادًا منهم أنها ستأخذهم إلى أرض الأموات، ويدفنون مع الميت حاجياته، بما فيها كلابه، وعبيده أحيانًا. وقد كان للفايكنج معبودات عديدة منها أودين إلهة الحرب والموت، وفراى إله الزرع والحب، وتور إله السماء والضوء والمطر والرعد والرياح. وهو المسيطر على المناخ.
كان الفايكنج من أمهر بناة السفن، إذ إنهم حسنوا من بنائها، وشكلها، وبنوا السفن التجارية والبحرية، وطوّعوها لتكون صالحة للإبحار فى البحار والأنهار معتمدين فى ذلك على الأشرعة والرياح. ولسفنهم شكلها المميز، فهى ذات مقدمة مقوّسة، كما أنهم عرفوا طرقًا خاصة بهم لمعرفة الاتجاه فى البحر، فمثلاً استعانوا بالغربان لمعرفة اتجاه اليابسة.
وقام الرحالة المسلم ابن فضلان فى سنة 921 ميلادية بزيارة أرض الفايكنج ووصف أجسامهم وصفاً تفصيليا، بإن لهم أجساد طويلة مثالية وصفها كأشجار النخيل، وعظام خدود عالية بارزة فى الوجه، ويمتلكون شعراً أشقراً، وجلدً وردياً، ويضعون الكثير من الوشوم من الأظافر حتى الرقبة من ألوان كالأزرق الداكن أو الأخضر الداكن، وجميعهم مسلحين بفأس وسكين طويل طوال الوقت .
ووصف ابن فضلان النساء بأنهم يرتدين مربعات من الحديد أو الذهب أو الفضة فوق صدورهن، وتشير قيمة المربع إلى ثروة الزوج، كما يرتدين خواتم للعنق من الذهب والفضة، ومعظم الحلى الثمينة من الخرز والزجاج الأخضر، حيث كانوا يتاجرون بالخرز فيما بينهم ويدفعون ثمناً باهظاً فيه.