تحت شعار "قاوموا العفن".. "مكتبة الشارع" تمتلئ بكتب الشباب المتطوعين

الكثير من الإحباط أثارته صورة مكتبة الشارع المفتوحة فى وسط البلد بأرفف خالية من الكتب، رغم أن شعارها "ضع كتابًا وخذ كتابًا" لتحقيق هدف تداول الكتب بعد الانتهاء من قراءتها بدلا من ركنها على الأرفف. واستنكر الكثير من الشباب هذا المصير لتلك الفكرة الراقية التى تسعى لنشر الثقافة والمعرفة بين المصريين، إلا أن بعض الشباب لم يكتفوا بالاستنكار والتنديد بالمشهد وإنما رفعوا شعار "قاوموا العفن" وقرروا زيارة المكتبة وملئها بالكتب كى لا تموت الفكرة. المبادرة الأولى كانت من "إسلام أحمد" الذى قرر زيارة المكتبة وملأ أرففها بعشرات الكتب التى تتميز بأنها كالجديدة، ونشر الصورة على "فيسبوك" وكتب "مكتبة شارع الألفى بعد ما مليتها تانى، قاوموا العفن يا جماعة". ويقول "إسلام" لـ"انفراد": زرت المكتبة أكثر من مرة قبل أن تصبح خالية، رغم أن مكتبتى ضخمة ولم أكن بحاجة للاستعارة منها ولكننى كنت أحب رؤيتها فقط وكان ينتابنى إحساس كبير بالفخر وقتها. وحين عرفت أن الكتب داخلها سرقت كأن أول قرار خطر ببالى أن أضع فيها جزء من مكتبتى. أضاف إسلام 50 كتابًا للمكتبة، ويقول "حبيت أكثر حاجز اليأس بعد سرقتها". مبادرة "إسلام" بمنح قبلة الحياة للمكتبة ، ألهمت "هانى محمود" بأن يفعل الأمر نفسه، وجمع كتب من عدد من أصدقائه وزار المكتبة التى أصبحت أرففها متخمة بالكتب بعد خلوها ، ويقول "محمود" لـ"انفراد": رأيت المكتبة من فترة وكان فيها كتب أحتاجها جدًا ولكن لأنه لم يكن معى كتب بديلة رفضت الاستعارة منها وكذلك صديق لى، وشاهدنا شخصا آخر هناك قال لنا خذوا الكتب دون وضع كتب أخرى بدلاً منها ولكننا رفضنا. يضيف "هانى": عندى كتب أخرى سأضيفها للمكتبة يوم الجمعة صباحًا لظروف عملى، لأننى سعدت جدًا بالفكرة وسأملأ أرففها مرة أخرى كما قلت "لو ماتت وردة سأزرع شجرة". يذكر أن الدكتور المهندس نادر رياض وضع عددا من المكتبات المفتوحة بشوارع وسط البلد تحت شعار "ضع كتابًا وخذ كتابًا" من أجل إتاحة المجال لتداول الكتب التى تم الانتهاء من قراءتها بدلاً من ركنها على الأرفف فى البيوت، وبعد تداول صورة للمكتبة خالية من الكتب أوضح المكتب الإعلامى له أن هذا لا يعنى انتهاء المشروع أو فشله، وإنما يشير إلى أنه أمامنا المزيد من الوقت ليستوعب الناس فكرة المكتبة وأنها قائمة على الأخذ والعطاء.