تناقش حلقة اليوم الأربعاء، من برنامج ليالى "ليلة القصة والرواية" فى تمام الساعة العاشرة مساء بتوقيت القاهرة على شاشة قناة النيل الثقافية رواية "راكب الريح" للكاتب والروائى الفلسطينى يحيى يخلف ورواية "حكاية فيصل" للكاتب خالد زيادة.
وتتحدث رواية "راكب الريح" للكاتب والروائى الفلسطينى يحيى يخلف حول قصة رجل يخرج من أساطير يافا وبحرها وأسوارها، ومن حكايا الولاة والسلاطين والإنكشارية والحرملك والجوارى والغواية ودسائس القصور، وكيف كانت يافا لؤلؤة البحر المتوسط ونافذة الشرق على الغرب، وكان (يوسف) لؤلؤة المدينة وقمرها وفتى ذلك الزمن، رجل يسير بحثًا عن الحقيقة والحكمة وأسرار الحياة، وينتقل عبر الأمكنة مثقلاً بالحكايات والنزوات والمغامرات، حاملاً يافا أيقونة تنوّعها وحنينها وأنينها وعبقرية مكانها، وتوحّش حكّامها وغزاتها.
ومن هنا وهناك يحصد يوسف ما تنثره الحياة أمامه على طريق العمر فى محطّته الأخيرة، يتوقف عند التأمّل والحكمة وبلاغة الرسالة؛ رسالة الشرق إلى الغرب من أجل التعايش والسلام والمساواة واحترام كرامة الإنسان، فهل تصل الرسالة؟ هل يلتقى كتاب الحكمة الشرقى مع مدوّنة الثورة الفرنسية التنويرية؟هل تتقلص الفجوة بين الأنا والآخر؟ أم تتسع حتى اللاتلاقي..يموت الطغاة، لكنّ الحكمة والتنوير لا يموتان.
الكاتب هو الروائى الكبير يحيى يخلف، من مواليد قرية سمخ الواقعة على الشاطئ الجنوبى لبحيرة طبريا عام 1948، هجّرت أسرته بعد احتلال قريته وعاشت فى الأردن، وصدر له العديد من المجموعات القصصية والروايات منها " نورما ورجل الثلج، نجران تحت الصفر، تفاح المجانين،نشيد الحياة، تلك الليلة الطويلة،بحيرة وراء الريح، ماء السماء، جنّة ونار،نهر يستحم فى البحيرة"، وصنفت روايته "نجران تحت الصفر " كواحدة من أقضل مائة رواية فى الأدب العربى، ترجمت بعض أعماله إلى عدة لغات
وتدور رواية "حكاية فيصل" للكاتب و الروائى د.خالد زيادة حول فيصل بن الحسين ، هى رواية تاريخية بمادتها ومراجعها، وتتحدث عن شخصية من شخصيات التاريخ العربى الحديث ذات تأثير حاكم فى تطورات المشرق العربى خلال قرن مضى. فخالد زيادة يرى أن الكثير من التشويه لحق بالثورة العربية الكبرى، فحوكمت بمعايير السياسة، برغم أنها أدخلت السياسة فى حياتنا العربية الشرقية بما يتجاوز المعايير السياسية الضيقة. ورأى أن الثورة العربية التى انطلقت فى الحجاز فى العام 1916، هى حدث تأسيسى نعيش مفاعيله حتى يومنا الحاضر بكل سلبياته وإيجابياته وانتصاراته وإنجازاته وإخفافاته. و كذلك فيصل بن الحسين الذى لم يحظ بما يستحق من دراسة واهتمام بدوره، خصوصاً فى الثورة العربية، فحظى ببعض المؤلفات كـ"ملك فى العراق"، وتلك المؤلفات هى "دراسات تجاوزها الزمن، نظراً لحجم المادة المتاحة أمام الباحثين، من وثائق ودراسات تمكننا من إعادة النظر فى القليل مما كتب عن تلك المرحلة وصناعها". فشخصية فيصل حجبت بشخصية لورنس المثيرة، وكانت الذروة فى الشريط السينمائى الشهير الذى يتناول دور لورنس فى الثورة العربية والمبنى على ما كتبه فى أعمدة الحكمة السبعة.
وفى هذه الرواية يترك د.خالد زيادة للأمير فيصل بن الحسين أن يتحدث بصوته عن تجربته فى الثورة العربية التى هى عبارة عن تدافع الآمال والخيبات وسط اضطراب الرؤى واصطدام مصالح الدول، وسوء الفهم العميق ليس بين الأمير ووالده الشريف حسين، ولكن بين الأهواء المتعددة التى جمعت وفرقت أصحاب الثورة الواحدة التى جعلت حلم المملكة العربية أملاً مستحيلاً.
يذكر أن د. زيادة حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون باريس عام 1980 ، وهو سفير لبنان فى جمهورية مصر العربية ، ومندوب لبنان الدائم فى جامعة الدول العربية ، وله مجموعة من المؤلفات ، أهمها: "اكتشاف التقدم الأوروبي" 1981 ، "تطور النظرة الإسلامية إلى أوروبا 1983 ، "الصورة التقليدية للمجتمع المدينى 1983 ، "أركلوجيا المصطلح الوثائقي" 1986 ، "كاتب السلطان ـ حرفة الفقهاء والمثقفين" 1991.
الناشر : دار الشروق - القاهرة