حاول كتاب "الحيوانات والبشر .. تناغم مصرى قديم" تأليف فرانسواز ديناند وروجيه لشتنبرج ترجمة فاطمة عبد الله محمود، أن يفرق بين الأسطورة والمعارف العلمية، ويقترح رؤية ديناميكية لهذه الحضارة التى تجاوز عمرها الثلاثة آلاف سنة، كما ينفذ بنا إلى قلب حياة المصريين اليومية، ويتناول حياتهم الأسرية وأحوالهم الصحية وطعامهم، مع الأخذ بعين الاعتبار آخر الكشوف الأثرية، ويستعرض مختلف أوجه النشاط الاقتصادى، وإقامة العدالة والعلاقات مع الدول الأجنبية، والحروب، والحملات.
كما يتطرق الكتاب إلى الحياة الذهنية من طقوس دينية، وأساليب سحرية، وإعداد الحرفيين والكتبة، وتشييد المعابد والمقابر، وزخرفتها.
وفي العلاقة بين الإنسان المصرى القديم والحيوان يقول الكتاب "لم يكن الاهتمام برعاية الحيوان فى مصر القديمة يقتصر على إبداء العطف عليها والرفق بها، وإنما بالعنياة الطبية الشديدة لها، فقد كان الأطباء البيطريون يقومون بفحص الحيوانات المريضة، ووصف العلاج اللازم لها وإعطاء الدواء بأيديهم، ومن بردية ترجع إلى الأسرة الثامنة عشرة نجد أن كل مزارع كان عليه أن يعتنى بماشيته، والأمراض المحتمل أن تصاب بها وأساليب علاجها.
وحرص قدماء المصريين كذلك على استئناس أعداد كبيرة من الحيوانات المعتاد استئناسها، ووجد بعض الملوك سعادة كبرى فى إنشاء حدائق حيوانات لما كان يجلب من البلاد الأجنبية منها الفهود والزراف والفيلة وغيرها، واشتهر بعض الفراعنة بهذه الهواية مثل حتشبثوت وتحتمس الثالث وإخناتون، وكانوا يخصصون لهذه الحدائق الأطباء البيطريين للعناية بها.