فى كتاب "الربيع العربى ومسيحيو الشرق الأوسط" الصادر عن دار ديار للنشر فى بيت لحم بفلسطين، يناقش عدد من الكتاب المسيحيين دور المسيحيين فى الشرق الأوسط ومواقفهم من "الربيع العربى، ويوضح دون أدنى شك أن مواقف المسيحيين من الربيع العربى متباينة، لا بل هناك تنوع فى القطر الواحد وفى العائلة الواحدة.
ويؤكد الكتاب الذى حرره القس الدكتور مترى الراهب، هذا التنوع فيقول: "إن المرء يكتشف فى مواقف المسيحيين ألوان الطيف كافة، فمن خائف من هذه الثورات إلى معارض، إلى مؤيد ومشارك، وإن المسيحيين أسوة بالمسلمين منقسمين فى نظرتهم حول هذه الظاهرة، هذا إضافة إلى أن رؤية المسيحيين للربيع العربى ليست بالرؤية الستاتيكية والجامدة بل هى متغيرة وديناميكية وتتغير بتغير الظروف المحيطة بهذا الربيع".
ويرى القس الدكتور مترى الراهب أنه حاول فى هذا الكتاب أن يجمع أصواتا مختلفة فى العلم والدراية، كما أنهم من الشخصيات التى تشكل الآراء فى كنائسها ومؤسساتها، كما حاول أن يكون الكتاب من كنائس مختلفة، أرثوذكسية وكاثوليكية وإنجيلية. وخلفيات سياسية متنوعة.
ويعالج القسم الأول من الكتاب موضوع الثورات العربية، ويضعها فى سياقها التاريخى والسياسى والمجتمعى، ومن ثم يسلط الأضواء على الحضور المسيحى فى الشرق العربى وأهميته لمستقبل المنطقة. أما القسم الثانى فينتقل إلى الحديث عن الأقطار العربية بحيث تبدأ بوثيقة الكايروس الفلسطينية والتى صدرت فى أواخر عام 2009، ومن ثم ننتقل إلى تونس الخضراء حيث بزوغ الربيع العربى، ثم نسلط الأضواء بكثافة على مصر كونها تضم السواد الأعظم من مسيحيى الشرق الأوسط، قبل أن ننتقل إلى سوريا التى ما زالت ثورتها مستعرة حتى الآن، لننهى بنظرة أفقية على المواقف الرسمية لكنائس الشرق الأوسط من الربيع العربي.
وفيما يتعلق بمصر ناقش الكتاب "الأقباط وثورة يناير" للدكتورة فيفيان فؤاد، و"الكنيسة الإنجيلية فى مصر والربيع العربى " لـ اكرام لمعى حناوى، و"العلاقات المسيحية الإسلامية فى مصر فى سياق الربيع العربى لـ إليزا فريرو.