من أجل تجنب حروق الشمس كل ما عليك أن تفعله ببساطة هو أن تذهب للصيدلية لتشترى "صن بلوك" وتدلك به الأجزاء المعرضة للشمس من جسمك، ولكن قبل اختراع هذا المستحضر المهم والحيوى جدًا كيف كان الناس يواجهون آثار الشمس على بشرتهم ويتجنبون الإصابة بحروق منها؟
مجلة "Allure" للموضة والجمال تتبعت تاريخ وقاية البشرة من الشمس على مدار 100 عامًا، حيث كان الناس فى العقد الأول من القرن العشرين يلجأون للملابس لحمايتهم من الشمس، حتى على الشاطئ كانوا يرتدون ملابس البحر التى تخفى جسدهم بالكامل.
وفى نهايات العقد الأول ظهرت المصممة كوكو شانيل بـ"تان" على جسدها بعد عطلة على البحر، وانتشر وقتها "التان" كرمز للصحة والثروة وبدأ انتشار الحمامات الشمسية بشكل متعمد اتباعًا لكوكو شانيل، ورغم ظهور أبحاث طبية تربط بين التعرض لأشعة الشمس وسرطان الجلد عام 1928 إلا أن موضة "التان" لم تختف.
وجاء اختراع اول مركب كيميائى لحماية الجسم من الشمس عام 1938 على يد عالم كيمياء سويسرى اسمه "فرانز جريتر" بعد إصابته بحروق الشمس أثناء تسلق أحد الجبال على الحدود السويسرية النمساوية.
وفى عام 1944 ظهر المركب الثانى على يد بنيامين جرين الصيدلى والطيار الذى استخدم مادة دهنية اسمها red vet pet لحماية نفسه والجنود الآخرين من الأشعة فوق البنفسجية خلال الحرب العالمية الثانية، ولكنها كانت مادة ثقيلة ومزعجة وكانت تعمل فى المقام الأول كحاجز مادى بين الجلد والشمس لكنها لا تتضمن أى مواد تحمى الجلد من الشمس.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية طور جرين هذه المادة وخلطها بزبدة الكاكاو وزيت جوز الهند ليصبح لديه كريمًا يحمى من الشمس، ولا يزال هذا المنتج علامة تجارية ناجحة تباع فى الأسواق حتى الآن.
وفى السبعينيات ابتكر للمرة الأولى الكريم الواقى من الشمس بمادة تحمى من الأشعة فوق البنفسجية.
ونظرًا لطرح العديد من المنتجات من هذا النوع فى الأسواق قررت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تنظيم إنتاج واقيات الشمس وأوصت بمعايير السلامة والفعالية، ليتطور من بعدها إنتاج الكريم الواقى من الشمس ويسمح من وقت لآخر بإدخال مادة جديدة إليه.