الطشة بلغة الإشارة.. "آية" علمت الأكل للصم والبكم عشان عيون والدتها

فتحت عينيها فوجدت أنها ابنة لأب وأم من الصم والبكم فتعلمت منهما لغة الإشارة وتعاملت معهما بشكل طبيعى طوال 27 عامًا سنوات عمرها، ورغم أنها لم تعانى من نفس المشكلة وولدت بشكل طبيعى تسمع وتتحدث إلى من حولها، إلا أن أول شىء خطر إلى ذهنها هو كيفية مساعدة الصم والبكم فى أبسط أمور حياتهم وهو "الطبخ" الذى أحبته وأثقلت موهبتها فيه بالدراسة، إنها الشيف آية سيد أول طباخة للصم والبكم. تخرجت فى كلية التجارة إلا أن شغفها بالطبخ دفعها للالتحاق بأكاديمية فنون الطهى، ومن خلالها تدربت فى العديد من المطاعم والفنادق، حتى أصبحت شيف متمرسا، وخلال عملها فى أحد الفنادق لاحظت معاونة شخصين من الصم والبكم لها فى عملها، وحظر وظيفة" الشيف عليهما، وعندما سألت عن السبب قيل لها إنه من الصعب تواصلهما مع العملاء، الأمر الذى جعلها تفكر فى كيفية كسر هذه القاعدة التى تمنعهم من ممارسة هواية يجبها بعضهم لمجرد فقدانهم للسمع والكلام. "اشرحيلى الشيف بيعمل إيه" جملة ترجمتها الأم لابنتها بلغة الإشارة لتسألها عن الخطوات التى قام بها الشيف فى أحد البرامج التليفزيونية لإعداد وجبة مختلفة، دفعتها للتفكير منذ 3 سنوات فى عمل برنامج لتقديم وصفات طبخ مخصص للصم والبكم تستخدم فيه لغة الإشارة التى تعلمتها منذ نعومة أظافرها، وبالفعل عرضت الفكرة على أحد الإعلاميين الذى أخبرها أن الأمر لن يكون مجدى ماديًا لأن المعلنين لن يقبلوا عليه، فقررت تقديم الفتاة فيديوهات لبعض الأكلات بلغة الإشارة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، الأمر الذى لاقى استحسان عدد كبير من الأشخاص المتكلمين أكثر ممن فقدوا تلك الحاسة، وعن ردود الأفعال قالت آية "الناس أعجبت جدًا بالفكرة وشجعونى أكمل". مطعم بالكامل للصم والبكم يستخدم لغة الإشارة هو ما تحلم به آية، خاصة أن هناك الكثير منهم ممن يمتلك موهبة الطبخ وحاول بالفعل إثقالها بالدراسة الأمر الذى واجهوا صعوبة فيه لعدم وجود مدربين بلغتهم، وعن تعلمها للإشارة قالت إنها تطورت كثيرًا بمرور السنوات، وظهرت لغة إشارة باللغة الإنجليزية، تلك التى ترغب فى تعلمها أيضًا حتى تثقل موهبتها، واختتمت حديثها لـ"انفراد" قائلة: "بحلم إنى أخلى الصم والبكم يشتغلوا فى مطاعم وفنادق ويدخلوا مسابقات عالمية".